جهينة نيوز- وائل حفيان:
نحو إستراتيجية إعلامية سورية أقامت وزارة الإعلام اليوم المؤتمر الوطني الأول بعنوان “حق المواطن في الإعلام” وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وتضمن المؤتمر في يومه الاول ندوات وحوارات مفتوحة بمشاركة وزراء وباحثين وإعلاميين وكتاب حول الحرية والإعلام المرجعيات والرؤى ودور المؤسسات في صناعة الرأي العام والإعلام الوطني والخاص والنخب والمرأة والثقافة والبعد الديني في الإعلام.
وناقش المشاركون في الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني الأول الذي تنظمه وزارة الإعلام في مكتبة الأسد الوطنية تحت عنوان “حق المواطن في الإعلام” على ضرورة ضمان حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة ومنح وسائل الإعلام المساحة الكاملة للعمل بعيدا عن أي قيود ووجود نصوص قانونية واضحة وصريحة لمعرفة حقوق وواجبات هذه الوسائل.
وأشار الإعلامي الدكتور فايز الصايغ إلى أن الإعلام السوري شأنه شانه أي إعلام في دولة أخرى، حيث لا يوجد في العالم أي وسيلة إعلامية تملك الديمقراطية والحرية، ولا توجد معلومة إعلامية بريئة أو طوباوية، فالإعلام عموماً يعبر عن مواقف الجهة الممولة أصولا.
وأكد الصايغ أن الإعلام السوري استطاع أن يصمد على مدار ستة سنوات في وجه الحرب الإرهابية والمؤامرة التي جمعت مابين 126 دولة بما تملك من أدوات إعلامية وإمكانات ورؤى ضد سورية ،مشيراً إلى أن الإعلام السوري كان في البدايات عاجزاً عن المواجهة، إلا أن قوته تكمن في أنه يملك الحقيقة على أرض الواقع .
وقال: الإعلام السوري استطاع أن يخترق الجدران والحواجز والوصول إلى الرأي العالم العالمي.
منوها بأن ما يسمى "الربيع العربي" سقط على أسوار سورية، وذلك لأن الشعب السوري لديه الوعي الوطني الذي تشكل جزء كبير منه من الإعلام السوري الوطني.
وبين الصايغ أن حق المواطن في الإعلام لا يحتاج إلى رقابة إلّا بمستوى استخدام نفس الفكرة والتأكيد عليها، مطالبا بتعديل المواد القانونية حتى يستطيع الإعلامي العمل بشكل جيد.
بدوره أشار عضو المحكمة الدستورية العليا الدكتور سعيد نحيلي إلى أن الإعلام حق لكل مواطن منح له بموجب الدستور ويجب أن يكون مصاناً قضائيا مؤكداً ضرورة منح هذا الحق للمواطنين والعاملين في مجال الإعلام على حد سواء والدفاع عنه فلا يحق لأحد أن يسلبهم هذا الأمر، وعلى الدولة تمكين المواطن اقتصاديا وان تساهم منابر الإعلام في تمكين المواطن إنسانيا.
وأكد منسق العام للمؤتمر نضال زغبور أن الهدف منه تقييم العمل الإعلامي بشكل عام ووضع تصور للآفاق المستقبلية لقطاع الإعلام ولا سيما بعد الأزمة التي تمر بها البلاد خلال هذه الفترة.
وفي تصريح لـ "جهينة" أشار الدكتور محمد عامر المارديني إلى أن دور المواطن السوري في الإعلام يضع آراء مختلفة حوله ، إلا انه اليوم وفي ظل الظروف الراهنة يمكن تطبيق مقولة "أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل" ، مبينا أن سورية لديها خبرات كبيرة واجتمعت خلال هذه الظروف، والتي من خلالها يمكن أن يتم وضع رؤية مستقبلية ترسم خطط لهذا المؤتمر ، لتكون خطة إستراتيجية مستقبلية ننطلق منها بشكل أقوى لمواجهة الحرب الإعلامية الكونية على سورية.
وفي تصريح مماثل أوضحت الدكتورة نهلة عيسى المدرسة في كلية الإعلام أن بنية إعلامنا يفترض انه إعلام وطني من حيث الصفة، ولكن من حيث الأداء هو إعلام رسمي، وطبيعة الأداء المهني تؤثر إلى حد كبير في الحريات وتجعل الصحفي حذراً إلى حد كبير من التورط في كتابة أي خبر، مشيرة إلى أن الإعلامي ليس لديه معرفة بالحقوق التي يجب أن يقف عندها، فهناك غياب للاستراتيجيات الإعلامية نتيجة غياب الرؤية الإعلامية حتى في ظل هذه الحرب المعلنة ضد سورية.
وبينت عيسى إلى انه يوجد لدينا قلة خبرات وذلك عائد لقلة الخضوع للتدريب والدورات التي تنتج المهارات.
وقال نائب عميد كلية الإعلام الدكتور أحمد الشعراوي "لجهينة" أن المواطن اليوم يعتبر القضية الأبرز في المؤتمر لأن الجمهور هو الأساس وجوهر العملية الاتصالية والإعلام هدفه الأساسي خدمة الجمهور ومن حق المواطن اليوم أن تقدّم له المعلومة الأصدق والأسرع والتي تثير اهتمامه وترضي رغباته .
وبين الشعراوي أنّ صدق الوسيلة الإعلامية هو من يجذب المتابع لها لأن اقتراب الجمهور من الوسيلة الإعلامية مهم جداً وهو ما يزيد من قوتها، و وبشكل خاصا أن الجمهور اليوم لديه ملايين المصادر الإخبارية بسبب وجود الإعلام الإلكتروني وهذا بالتوازي مع المنافسة المفتوحة للجميع، لافتاً في حديثه إلى أهمية تطبيق نتائج هذا المؤتمر مؤكّداً أنه إذ طبقت بشكل صحيح سنصل إلى نتائج وفوائد مهمة جداً ستنعكس على واقع الإعلام السوري.
ويتابع المؤتمر أعماله يوم غد الأحد بعناوين تتحدث عن حرية الإعلام والمرجعيات والرؤى ، ودور المؤسسات الإعلامية في صناعة الرأي العام ، ودور الإعلام الوطني والخاص، والثقافة والإعلام .