جهينة_خاص:
التقت "جهينة" الدكتور محمد عامر مارديني عضو المجلس الاستشاري لمؤتمر "حق المواطن في الاعلام" ، للوقوف على طبيعة التحضيرات التي رافقت الاستعداد للمؤتمر، وأهمية الطروحات التي قُدّمت لإغناء المشهد الإعلامي في سورية.
*ما الصعوبات الإدارية والتنظيمية التي واجهتكم في المجلس الاستشاري خلال الإعداد للمؤتمر كاختيار الشخصيات المشاركة والمحاور والعناوين، وما هو تقييمكم لكل ذلك بعد انتهاء المؤتمر؟.
**لا نستطيع أن نتحدث عن صعوبات بقدر ما نتحدث عن طريقة عصف دماغ لنتعرف إلى الواقع أولاً، فعندما نضع كلمة إستراتيجية نريد دائماً أن نحيط بمعنى الكلمة من جميع النواحي، الإستراتيجية تتضمن علماً وإعلاماً واقتصاداً وسياسة وثقافة، لذلك لم تكن صعوبة بل كانت جهداً مضاعفاً ومسؤولاً في عملية انتقاء الأشخاص الذين سيفيدونك في هذا المجال، وهي القضية الحاسمة، لكن الأستاذ نضال زغبور الذي يملك خبرة واسعة استطاع قدر الإمكان جمع ودعوة أشخاص ذوي حضور وعلاقة بالإعلام ويمكن أن يقدموا فائدة ضمن محاور المؤتمر في السياسة والدين والثقافة والفن التشكيلي والإعلام الإلكتروني وقضايا المرأة.. وغيرها من المحاور، بالإضافة إلى دور المؤسسات كالتعليم العالي الأكثر قرباً من مشكلات الشباب. لقد استجمعنا كمجموعة كل ثقتنا بهؤلاء الأشخاص، وبدأنا انتقاء أسمائهم ليقيننا أنهم سيخدمون أهداف المؤتمر بالشكل العملي المطلوب.
ما قبل المؤتمر وما بعده
*من خلال تقييمكم.. هل كانت المخرجات بحجم هذه التحضيرات؟
**إبان وجودي بمناصب إدارية كثيرة كنت آخذ المخرجات بالنسب المئوية، أقول اليوم أنا عند النقطة صفر ما قبل المؤتمر وما بعده، فإذا كنت بعد المؤتمر حصلت ابتداءً من نسبة 1% إلى 100% فهو نجاح مهما كانت النسبة قليلة لكنه نجاح، أنا شعرت بأننا حققنا الكثير من أهدافنا بما لا يقل عن 50% من الشيء الذي وضعناه في ذهننا وجدناه على الورق وفي الحوارات الإشكالية، دائماً تكون بعض المؤتمرات عبارة عن نقاشات وتموت في أرضها. في هذا المؤتمر إذا كانت هذه النقاشات ستموت في أرضها من خلال احتفالية الإعلام سنكون تراجعنا عن الصفر لأننا تحدثنا بقضايا ولم نستطع تنفيذها، وبرأيي أن السيد الوزير يحاول أن يخلق من هذه التوصيات شيئاً قابلاً للتطبيق، سنقرأ التوصيات والمقترحات كلها، ونحاول قدر الإمكان تنفيذ ما يمكن تنفيذه، وسيتابع المؤتمر المهم جداً من القضايا والطروحات وتطبيقها.
إجحاف في بعض المحاور
*في عناوين ومحاور المؤتمر، هل كانت تلك المحاور والعناوين هي الإشكاليات الوحيدة، وهل استطاع المؤتمر تسليط الضوء عليها بشكل حقيقي؟.
**هي بعض الإشكاليات وأهمها، وبالنهاية أنا لست إعلامياً ولا أستطيع أن أرى ما تراه أنت كإعلامي، لكن رغم الضغط الذي حصل في جلسات المؤتمر تمكنّا من تسليط الضوء على هذه الإشكاليات، رغم الإجحاف الذي أصاب بعض المحاور في القاعة الصغيرة، وبعض القضايا كانت تحتاج إلى جلسات أوسع ونقاشات أكبر.
نقص في أدوات القياس وصنع القرار
*ما الخطوات اللاحقة المنوط بالمجلس الاستشاري اتخاذها لاستكمال تفعيل أهداف المؤتمر القريبة والبعيدة؟.
**ستجتمع لجنة المتابعة التي وجه السيد وزير الإعلام بتشكيلها، لنناقش جميع التوصيات والمقترحات ونحاول تصعيد أي مقترح بطريقة قابلة للتطبيق تحسن من أداء الإعلام وترتقي به بالمستوى الذي نطمح له وبوسائل علمية وعملية. سأعطي مثالاً بسيطاً، حيث تنقصنا أدوات صنع القرار أو الداعمة لصنع القرار، فلا يجوز أن أقول إن المشاهد السوري يتابع التلفزيون السوري أو لا يتابعه إلا من خلال بيانات حتى أؤكد أن القناة الأولى أو الفضائية أو سما تحقق نسبة مشاهدة أكبر، يجب أن يكون لدي أدوات قياس لأرى صحة هذا الموضوع، ومثال آخر المواقع الإلكترونية أنت قادر كوزارة إعلام أن ترى ماهو الموقع الأكثر متابعة وتصفحاً من خلال محركات البحث فقط، لذلك ينبغي أن تكون لديّ أدوات صنع القرار، فعندما أتخذ قراراً ما يجب أن أرى مشعرات تنفيذه من خلال أدوات قياس لدراسة إمكانية تنفيذ هذا القرار بالشكل الصحيح والمطلوب، إذاً نريد أدوات لصنع القرار وهذه ما زالت غير موجودة، وسنناقش في الهيئة الاستشارية جميع هذه القضايا ونصل إلى خارطة طريق تساعدنا على على كيفية العمل لاحقاً.
المصدر: مجلة جهينة- عمر جمعة
22:20