دمشق- عبد الهادي الدعاس:
ممثلٌ شابٌ من مواليد 1978 يمتلك موهبة التمثيل والرقص، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 2005 قسم التمثيل، جسّد شخصية «باك» في العرض المسرحي «حلم ليلة صيف» من إخراج فايز قزق، شارك في العديد من الأعمال الدرامية السورية منها «التغريبة الفلسطينية»، «الظاهر بيبرس»، «قمر بني هاشم»، «باب الحارة»، «تحت المداس»، ولم تتوقف إبداعاته فقط عند التمثيل، بل كتبَ بالتعاون مع زكي مارديني مسلسل «زوال» واستطاع إثبات نفسه من خلال هذه التجربة.. إنه الفنان يحيى بيازي الذي التقته «جهينة» في الحوار التالي للحديث عن واقع الدراما في السابق والحاضر وحال الإعلام الفني في سورية والكشف عن موهبته الجديدة في الشعر.
لنبدأ بالحديث عن انطلاقتك في عالم الدراما؟
بداياتي كانت عندما كنت طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2002، حين شاركت في مسلسل «هولاكو» للمخرج باسل الخطيب، وتتالت بعدها الأعمال مثل: «ذكريات الزمن القادم» و»التغريبة الفلسطينية» و»المارقون».. وغيرها.
فن الرقص جزء من الثقافة
ما بين التمثيل والرقص.. أين تجد نفسكَ؟
عندما تقدمتُ للمعهد العالي للفنون المسرحية ولم أُقبل في المرة الأولى، قررتُ أن أملأ وقتي بفن الرقص، فتعرفت إلى هذا الفن الذي هو جزء من ثقافتي كممثل، إذ ربما في يوم من الأيام أستفيد منه، ولم يكنْ لي سابقاً أي تجربة كممثل راقص، ذلك أن الدراما العربية لا تولي أي أهمية لهذا الفن، مع الإشارة إلى أن متعة الرقص على الخشبة تتفوقُ على متعة التمثيل، لذلك لم أشارك في أي عمل مسرحي، إلا أن الحظ حالفني مؤخراً بالمشاركة إلى جانب الفنان القدير دريد لحام وأنا فخورٌ بذلك وسررت كثيراً به.
الدراما السورية محلّقة
كيف ترى واقع الدراما السورية في السابق؟
واقع الدراما سابقاً كان أكثر حياةً وقدرةً على العطاء، وفيه عمالقة ومخضرمون لديهم مشروع للنهوض بالدراما التي كانت عظيمة ومازالت في موضوعات معينة لكنها أصبحت نادرةً، ففي السابق كانت الدراما السورية محلّقة وتحتل ساعات بث أغلب الفضائيات، وكنت أحزنُ عندما تظهر أعمال لمخرجين كبار لم أشارك فيها، لكن حالياً كيف تراها؟! لقد أدى غياب أساتذة ومخرجين كبار إلى أن نكون غائبين جميعاً، وأعتقد أن ذلك يعود إلى الظرف والوضع خلال السنوات السبع من الحرب التي مرّت على سورية وأثّرت في شكل المادة والنص.. فـقد أصبح هناك (اليوم) الكثير ممن يملكون المال يدخلون عالم الإنتاج فقط من باب دخول هذا المجال، وعندما تتعاملُ مع شخص ليس لديه أي اعتبار أو قيمة للمادة الفنية فإنك تلتزمُ الصمت وتقوم بما عليك وترحل، وأنا حالياً ملتزم الصمت.. ولكنْ لا أنكرُ أن هناك أعمالاً لها احترامها خلال الأزمة وقبلها، مثل «سكر وسط» للمثنى صبح و»طالع الفضة» لسيف الدين سبيعي و»حرائر» لباسل الخطيب وغيرها، وإذا أردنا العودة إلى الوراء فسنتذكر أن الدراما السورية كانت تنتج 60 مسلسلاً، 40 منها مهمة ووراءها عقول ومواهب حقيقية، وكان فكر صنّاعها المعرفي يؤثر في توجّه الدراما السورية التي كانت لها قيمةٌ فنيةٌ أدبيةٌ، إلا أن الدراما خلال الفترة الأخيرة أصبحت فارغةً، وكل من يقول إن الدراما السورية بخير فللأسف أقول له: «خليك بخير أحسن ونام واترك هذه المصطلحات لأهل التقييم»!.
هل أنت راضٍ عن مكانتك في الدراما (اليوم)؟
لا.. لأنني أستحقُ أكثر من ذلك، هناك فقط كسلٌ فني كرّسته الأزمة وفنانو الأزمة، أضف إلى ذلك أنني وكثير من الشباب نستحقُ أن نكون في مكانة أفضل على الصعد كافة.
إعلامٌ أميٌّ
هل الأعمال المشتركة والإعلام الفني ساعدا النجوم السوريين على الشهرة عربياً؟
لا شك في ذلك، ذلك أن الإعلام الفني في سورية إعلام أميّ لا يعرف كيف يصنع نجماً، ولو كان الإعلام الفني إعلاماً حقيقياً لجعل كل الفنانين والمغنّين السوريين فناني صف أول على الصعيد العربي.. فمثلاً الدراما السورية ما زالت تنتج رغم الأزمة ولكن عندما تخضعُ لسلطة إعلام فني أميّ فأنت لا تستطيع أن تتجاوز إعلاميي الفن في لبنان، فهم محترفون ولديهم مشروع إعلامي حقيقي بعيداً عن «الواسطات»، إذ إن إعلامهم ليس أفكاراً وأسئلةً هزيلةً وسخيفةً لم تُستخدم منذ الستينيات، فضلاً عن الإعلام السياسي الذي تطوّر بشكل كبير وأثبت مكانته أمام الإعلام العالمي خلال الأزمة التي تعرضت لها سورية، ولذلك أقول إن الإعلام الفني عندنا مازال يراوح في مكانه، خُذ مثلاً الممثل والإعلامي الخليجي الذي أصبح بسبب «السوشيل ميديا» والإعلام أهمّ بكثير من إعلاميين وفنانين موجودين في بلدنا.
هناك من يقول إن الإعلام الفني السوري يقوم بإظهار الفنان بشكل صحيح؟
ماذا يعني إذا كان لديّ أصدقاء في المجال الفني، ويقومون بعرض صوري لأكثر من 9 ساعات على وسائل التواصل؟! ينبغي أن تكون هناك جهات مسؤولة إعلامياً تقوم على هذا الموضوع، فالإعلامي الفني (اليوم) في سورية يُطرح عليه سؤالٌ مهني حرفي لا يعرف كيف يجيب عنه للأسف، وعندما يسألُ كلّ الإعلاميين السؤالَ المكرر نفسه فذلك مؤسف أيضاً. كما أن الوسائل الإعلامية المحلية تنتقدُ الفنان السوري لعدم ظهوره على القنوات السورية، وتعتبُ على إطلالته عبر شاشات القنوات الأخرى، وهذا كله باعتقادي يعود إلى أسلوب تلك المحطات باحترام المواعيد وإرسال مندوب مختص باللقاءات والتعامل مع الفنان باحترام.
لماذا لا نراكَ في الأعمال المشتركة؟
لم أشارك حتى الآن، فقد تمّت دعوتي سابقاً للمشاركة في عملين لكن لم يتم الأمر وتوقّفا لأسباب معينة.
مسلسل «زوال» التجربة الكتابية الأولى لك، هل أنت راضٍ عنها؟
هناك مقولة تقول «أطلق رصاصة الرحمة على هذا المشروع كي أنساه وتنساه»، وباختصار شديد مسلسل «زوال» أنا لستُّ راضياً عنه أبداً، فالنص أو السيناريو الذي كُتب بأربع سنوات ونصف السنة نُفّذ بـستة أشهر، وهو لا يستحق أن يظهر بهذه الصورة.
ما التجربة التي يحضّرها يحيى بيازي مع النجمة أمل عرفة وزكي مارديني؟
(9 أشهر وثلاثة أيام) فكرة أمل عرفة والسيناريو والحوار من إعدادي أنا وزكي مارديني، لكن التجربة توقفت وذلك لأسباب لها علاقة بمن يشتري ويبيع في الورق، وهناك أزمة ليست غائبةً عن فكر أي أحد، حيث يتعاملون معك مثل البائع: «ما سعر هذا الورق؟!» وكأنك تشتري (كيس بطاطا)، إضافة إلى أن قضية طرح السعر ليست بالمعنى المادي، إذ عندما تكتبُ نصاً فإنه يأخذُ من روحك وعمرك شهوراً وسنوات، لذلك يجب أن يتم احترام وتقدير هذا الجهد.. نحن درسنا على يد أهم النجوم والممثلين والمخرجين والكتّاب في المعهد، وتعلّمنا أن الكلام يستحقُ أكثر من هذا الاحترام.
«التاريخي» موضة وانتهت
كيف ترى أعمال البيئة الشامية في زمننا الحاضر؟
موضة «التاريخي» توارت فترةً زمنيةً و(اليوم) تعود لتواجه انتقادات كثيرةً، فقد أصبحت القصة تجارية وحسب، وهناك نصوصٌ دمشقيةٌ عظيمةٌ جداً، مثل «أولاد القيمرية»، «الحصرم الشامي»، «طالع الفضة».. قدّمت تاريخ الشام بطريقة صحيحة، ولكن سياسة البيع والشراء في الفن أدت إلى الاستسهال المادي وبالتالي الاستسهال الفني، ورغم ذلك لا تزال دراما البيئة الشامية تُتابعُ بكثافة في دول الخليج العربي، أما عندنا فربما لأن المواطن السوري فكره في مكان آخر.
هل أنت مع تعدّد الأجزاء؟
طبعاً، السلسلة الدرامية بدأت بأجزاء، فمثلاً مسلسل «باب الحارة» لو أصبح بجزئه الـ20 فما دام المخرج بسام الملا يتولى جهة الإنتاج التي تحترم هذه المهنة بهذه الطريقة يمكنني القول عندها إن لي الشرف بالعمل مع هذا الرجل وفي دراما الأجزاء تحديداً.
متى سنراكّ في أدوار الحُب؟
أتمنى تجسيد دور الحُب ولكن لم يقدّم لي عرضٌ حول هذه الشخصية.
من قدّم لك يد العون خلال مسيرتك الفنية؟
يحيى بيازي ودعاء والديّ، إضافة إلى مشاركتي في العديد من الأعمال المهمّة والتي ظهرتُ فيها بشكل كبير، منها «طالع الفضة» و»سكر وسط» و»التغريبة الفلسطينية» و«رياح الخماسين» و»تحت المداس» في شخصية «شرارة» التي يتذكرها الناس حتى الآن ويلقبونني بهذا الاسم.
أنتَ تمتلك طاقات ومواهب عديدة، لماذا لم نرَ سوى التمثيل والرقص إلى الآن؟
كل شيء له وقت، وقريباً سيكون هناك ديوان شعر مسجّل بالصوت والصورة سينطلق في قناة خاصة بيحيى بيازي على (يوتيوب).
لماذا لم تغادر سورية؟
غادرتُ سورية مؤقتاً وذلك لأسباب لها علاقة بعائلتي وعملي، وأنا باقٍ في بلادي ولن أغادرها أبداً، لأنها هي من صنعت يحيى بيازي، كما أن الفنانين الموجودين داخل سورية وخارجها ساهموا في صناعة هذه الدراما التي أنا جزءٌ منها (اليوم).
أخيراً.. ما أعمالك لرمضان 2018؟
هناك مشاركة في مسلسل «وهم» مع المخرج محمد وقّاف، وأيضاً مسلسل «فرصة أخيرة»، والجزء الثالث من «عطر الشام»، ونسعى لإنجاز مسلسل «أولاد الشر» بعد تجاوز بعض القضايا الفنية والإدارية العالقة.
المصدر : مجلة جهينة
12:32