خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
الملفات التي يريد ترامب حلها كثيرة و قد بدأ فعلياً بحل هذه المشاكل من كوريا الديمقراطية الى امريكا اللاتينية مروراً بإيران و سورية و القضية الفلسطينية و فيما يلي بعض من إنجازات ترامب التي حققها فعلا وصولاً الى ورشة البحرين:
كوريا الديمقراطية:
خلال زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة قصف الجيش الامريكي مطار الشعيرات في خضم معركة الجيش العربي السوري ضد داعش و قام بإختبار أم القنابل في أفغانستان و أرسل إسطوله بقيادة حاملة الطائرات كارل فينسون لضرب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في أول إختبار قوة للرئيس الأمريكي ضمن شعاره إجعل امريكا عظيمة مرة أخرى, و لكن النتيجة أن قصف مطار الشعيرات تحول الى فضيحة بعد إختفاء 36 صاروخ من الصواريخ التي أطلقها الجيش الامريكي على سورية, و أما أم القنابل لم تعد مخيفة كما كانت حيث أظهرت المشاهد المعروضة أن أم القنبلة أقل بكثير جداً من المواصفات المعلنة عنها و ربما كتلتها التقليدية الحرجة لا تتجاوز ربع الوزن القتالي, و أما الاسطول الذي ارسل للهجوم على كوريا الديمقراطية و الذي تلقى رسالة مفادها بأن كوريا قد تقوم بعمل استباقي غاب في المحيط الهادي لأكثر من اسبوعين و النتيجة أن واشنطن ارسلت رسائل توسل لبيونغ يانغ إنتهت بعقد لقاءات مع القيادة في كوريا الديمقراطية اسفرت عن بقاء الوضع على حاله, و أما ما نجح به ترامب هو ابتزاز كل من كوريا الجنوبية و اليابان و الزامهم بشراء بعض الاسلحة ولايزال يحاول دفعهم لتمويل الوجود الامريكي في بلادهم.
امريكا اللاتينية:
لأكثر من شهر و ترامب و وسائل إعلامه و المطبلين له في الغرب و هم يهللون للرئيس المزعوم خوان غوايدو و يلوحون بالخيار العسكري و أما خوان غوايدو غاب عن الاعلام لدرجة نسيه الناس في حين أن ترامب نجح بسرقة بعض أموال فينزويلا في الولايات المتحدة.
ايران:
ربما كان بإمكان إيران أن تستولي على طائرة التجسس الامريكية كما فعلت مع سابقاتها بواسطة الحرب الالكترونية و لكن حين أسقطتها بصاروخ إيراني الصنع في فترة تعجز فيها الدفاعات الامريكية عن التصدي للضربات التي يوجهها الجيش اليمني رداً على العدوان الامريكي السعودي كان القرار الايراني اذلال ترامب و هو ما حدث لدرجة أن ترامب بدأ بنشر تغريدات متناقضة وصولاً الى الانتقال من التهديد بالهجوم على ايران الى الوعيد بالرد على اي هجوم ايراني مزعوم, و من غير المعلوم اذا كان ترامب قد نجح بجر حلفائه الى دفع ثمن تواجد قواته في منطقة الخليج, و لكن بالنسبة لإيران فإن ترامب إمتطى أعلى خيوله و سقط عنه, في حين ترامب قد نجح سابقاً بإبتزاز الدول العربية في مجلس التعاون الخليجي دون إستثناء و كل دولة وقعت على صفقات سلاح امريكي تناسب موازنتها.
و في جانب الاتفاق النووي من المؤكد أن ترامب ليس غبي ليعتقد أن إيران ستفاوض على صواريخها و لكنه يطرح المستحيلات لكي يتفاوض مع الاوروبي و ليس مع الايراني لان الخروج من الاتفاق النووي مع ايران استهداف مباشر للمصالح الاوروبية و في النتيجة لن يغير شيء على الواقع سوى ابتزاز آوروبا.
القضية الفلسطينية:
من يسمع السياسيين الامريكيين يتحدثون عن صفقة القرن سيعتقد أن ترامب يريد حقا إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني علماً بأن اتفاق اوسلو لم يمنع الانتفاضة الثانية و عليه أياً كانت النتائج السياسية فهي لن تغير الواقع الميداني و لن تمحي خريطة فلسطين من عقول الفلسطينيين و العرب و لن تنهي الصراع و لكن يبدو أن ترامب ما يريده من صفقة القرن هو فقط الجانب الإقتصادي و ما يسمى مشروع نيوم لابتزاز حكام مجلس التعاون الخليجي بوسيلة ثانية, و هو ما يفسر ورشة البحرين تحولت الى ورشة اذلال للنظم العربية الموالية لادارة ترامب بشقيهم عرب امريكا الجمهوريين و عرب امريكا الديمقراطيين, و رغم ان صفقة القرن ليست حيلة بل هي وسيلة لاعادة انتاج كيان الاحتلال الاسرائيلي كقوة رئيسية في المنطقة و لكن يستحيل ان يوافق الامريكيين على انتهاء الصراع العربي الاسرائيلي لان السلام يعني نهاية كيان الاحتلال و عليه ستتحول صفقة القرن الى صفقة مالية كبرى تثري جيوب الامريكيين من اموال شعوب الجزيرة العربية المنهوبة من الاسر الحاكمة.
و أما في سورية فالقصة أكبر و من المبكر الحديث عنها , ولكن بعد أن فشل ترامب ببيع مرتزقته لسورية يقوم حالياً ببيعهم لتركيا و من المرجح أن ترامب و بعد أن فشل عدوانه الثلاثي في إبقاء الارهابيين في الغوطة الشرقية قرب دمشق فإن ما تبقى له في سورية هو إبتزاز تركيا و للمفارقة فهو يبتزها بما لا يمكنه أن يقدمه لها و لكنه لن يبقى و قد بدأ فعلياً بالإفراج عن الرهائن المدنيين في مخيم الركبان و إن كان تدريجياً.
و على ما سبق يبدو أن ترامب يشن هجوم على خصومه و حلفائه و الهدف المال و كذلك من الواضح أن ترامب لا يهتم بأي شيء سوى المال و المال و لا يفرق بين صديق و خصم, و لكن هناك معركة حقيقية وحيدة يقودها ترامب و هي المعركة ضد الصين و بالتحديد ضد شركة هواوي و تقنية الجيل الخامس لانها ستكون مقدمة نهاية الاحتكار الامريكي للانترنيت علماً بأن رفع الوصاية الامريكية عن الانترنيت لن يبقى عند حدود الانترنيت, و الجانب الآخر هو السلاح الروسي و خصوصا أن معارك سورية و غزة و اليمن أثبتت أن السلاح الامريكي ليس أكثر من خردة لا يمكنها سوى قتل المدنيين, و لكن يبقى السؤال هل كل المال الذي جمعه و يجمعه ترامب كفيل بسداد الديون الأمريكية ..؟ و هل هي كفيلة بجعل واشنطن تتمكن من اللحاق بروسيا و الصين..؟؟ من المستبعد مع ديون امريكية وصلت الى 22 تريليون دولار و يبقى احتمال أن يتخلى ترامب عن الكثير من أدواته و حلفائه و أن يقوم بسحب قواته من مناطق كثيرة حول العالم أمر غير مستبعد و خصوصاً أن كل ما جمعه من مال غير كافي لمواجهة التحديات التي تواجه إدارته.
المصدر: جهينة نيوز
14:31
14:36
14:48