خاص جهينة نيوز – بقلم كفاح نصر
من يقرأ حقيقة التوازنات العسكرية في العالم بعيداً عن امبرطوريات الاعلام الغربي و بناء على تقيمات نتائج و سير الحروب خلال العقود الماضية سيصاب بالذهول, فرغم أن الولايات المتحدة تملك عدد طائرات يفوق عشرات الدول مجتمعة و موازنة عسكرية تعادل عشرات الدول و لكن جميع إنجازاتها العسكرية (التي لم تنجح بحصد فوائدها العسكرية) إعتمدت على الاعلام و الاستخبارات بشكل مباشر, و ليس على الماكينة العسكرية الامريكية (الفاشلة) التي انجازها الوحيد هو قتل المدنيين, بدأ من أفغانستان و العراق و قبلها يوغسلافيا الخ, و هذا الحال ينعكس على داعش و جبهة النصرة و تركيا وحتى على كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي احتل فلسطين بواسطة خونة عرب عملاء للاحتلال البريطاني و شاهدنا في العام 2006 أن ثلة رجال عتادهم لا يتجاوز حمولة طائرة اسرائيلية كسروا الجيش الذي لا يقهر مما دفع الناتو لان يرسل حشوده بحرية خوفاً من إقتحام فلسطين المحتلة من قبل حزب الله, و السبب ان الاستخبارات الامريكية و ادواتها من اجهزة الاستخبارات كانت عاجزة أمام التنظيم الحديدي للمقاومة, و جميع وسائل إعلامهم و أمبرطورياتها لم تنجح مجتمعة بالوقوف امام خطابات سيد المقاومة, و يبقى الاهم بأن المقاتلين يعون جيداً قدراتهم و من هو عدوهم.
فالأمريكي ينفق على كل صاروخ يطلقه او يصنعه أضعاف قيمته ضخ اعلامي و بروبغندا اعلامية و دعاية و هذه الاستراتيجية نجحت في الكثير الكثير من المعارك و الساحات كإحتلال العراق من قبل القوات الامريكية عام 2003 و السقوط السريع لبغداد و كاحتلال تركيا لعفرين و كما احتل داعش مناطق في العراق و سوريا , نعم دائماً كانت المعارك توحي بأنها تسليم و استلام (وليست قتال) عبر ادوات الاستخبارات الامريكية على الارض و عبر الماكينة الاعلامية, و لكن هذا الانجاز الامريكي حين يتحقق و تبدأ المعركة الحقيقية على الارض تنقلب المعادلات و مما لا شك فيه أن السلاح الاعلامي و الاستخباراتي كان فاشل تماماً في وجه محور المقاومة, من اليمن الى سوريا و العراق و في فلسطين المحتلة , و السبب الحقيقي ليس كما يعتقد البعض عن ما يسمى عجز الجيوش النظامية امام حروب الشوارع أو ما يسمى حروب العصابات و دليل ذلك هو إندحار تنظيم داعش و جبهة النصرة و ما يسمى الجيش الحر بذات الطريقة التي اندحر بها الامريكي, و اللغز الحقيقي لهذه الانتصارات يكمن في مدرسة الشهيد قاسم سليماني و الشهيد عماد مغنية و ثلة من القادة و الجنود الشهداء الذين كشفوا الامريكي على حقيقته و غيروا المشهد الدولي.
و اليوم ربما يمكن قراءة مشهد إغتيال الفريق قاسم سليماني على انه جزء من الدعاية الامريكية لان الثابت المؤكد بأن هذا الجريمة لن تغير موازين القوى .. و ربما تتعدد القراءات حول دوافع واشنطن من إغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني و الشهيد ابو مهدي المهندس, و لكن اي قراءة سياسية لا يمكنها أن تنكر بأن الجريمة الأمريكية اياً كانت اسباب مدبريها ستبقى القراءة الأولى لها من وجهة نظر إيران و محور المقاومة ان ما حدث محاولة تغير قواعد الإشتباك.
نعم دروس التاريخ تشهد أن إغتيال الشهيد عباس الموسوي و إغتيال الشهيد عماد مغنية و إغتيال الشهيد عصام زهر الدين و إغتيال الشهيد عبد الله خسرو و إغتيال الشهيد الفريق فاليري اسابوف لم تغير موازين القوى و لا الواقع و بالتالي بعض الاغتيالات التي نفذها الامريكي عبر ادواته الدواعش و الصهاينة لم تمنحه سوى مكسب اعلامي لا قيمة له على الواقع ولا على الجغرافيا و لا في ارض الميدان و في بعض الاحيان لم يحصل حتى على المكسب الاعلامي و الآن يأتي إغتيال الشهيد قاسم سليماني من قبل الامريكي نفسه و على ارض العراق و ضد إيران و رسائله لا تستهدف أيران و العراق فحسب بل تستهدف روسيا و الصين بشكل مباشر و العنوان تغير قواعد الاشتباك و من هنا يصبح السؤال كيف سيكون الرد, لان الرد يهم اصدقاء لإيران قبل إيران و محور المقاومة وأكثر من ذلك فإن أصدقاء إيران لن يسمحوا بتغير قواعد الاشتباك و إن لم يعلنوا موقف صريح فمن المؤكد بأنهم و بحسب المعلومات لن يدخلوا في اي وساطة أو تسوية لا تتضمن الإنتقام الايراني الذي يحرم الامريكي من تحقيق اي انجاز.
و لأننا ندرك بأن الرد سيكون قاسي و واثقون من هذا الأمر و بناء عليه لا يسعنا القول سوى أن وعد ترامب الإنتخابي بإخراج قواته من المنطقة سيتحقق على سواعد المقاومين و الأفضل لترامب من إطلاق تصريحات جوفاء سرعتها اقل من سرعة الصوت أن يبدأ بتجهيز توابيت جنوده لأن العقاب قادم و لجورج بوش تجربة من هذا الإنتقام.
المصدر جهينة نيوز
07:46
10:05