جهينة نيوز:
سورية و الإنتخابات الأمريكية
و تبقى الولايات المتحدة القوى الأكبر في العالم عسكرياً و إقتصاديا و تكاد تكون الوحيدة التي تشعل الحروب بما فيها الحروب التي يقوم بها وكلائها مثل كيان الإحتلال الاسرائيلي و تركيا و لكن يبقى القرار الأخير هو القرار الأمريكي فلا حرب في العالم بدون ضوء أخضر أمريكي و بالتالي فإن الإنتخابات الأمريكية شئنا أم أبينا فنتائجا لها تأثير على مستوى العالم و بما فيه سورية من عدة جوانب.
- الجانب الإعلامي و السياسي
في الجانب الإعلامي يمكن الجزم بأن دونالد ترامب هو الأفضل في التاريخ الأمريكي و بشكل خاص لسورية حيث أنه عرى السياسة الأمريكية و أظهرها على حقيقتها بعيداً عن الأقنعة فمثلا في عهد ترامب لا يمكن لأردوغان أن يزعم أنه صاحب قرار حرب و سلم و مثال ذلك حين شن عدوان على سورية تحت مسمى نبع السلام و قام بتهجير الأكراد مباشرة قال ترامب " الوقت قد حان ربما للأكراد كي يتوجهوا للمنطقة التي توجد بها حقول النفط" ليكشف بأن ما قام أردوغان لم يكن أكثر من دور وظيفي صغير (حيث هجر الأكراد لصالح ترمب) و حال أردوغان في عهد ترامب ليس أفضل من ممالك و إمارات النفط التي وضعها ترامب في حجمها الحقيقي و بل بأقل من حجمها لدرجة أصبح إسم مملكة آل سعود بين الناشطين (البقرة الحلوب), فترامب لم يتباهى بالديمقراطية على غرار جورج بوش الذي قتل أكثر من 4 ملايين مسلم تحت يافطة نشر الديمقراطية بينما من قام ترامب بقتلهم لم يزعم أنه قتلهم لأجل الديمقراطية و بل في عهد ترامب ظهرت العنصرية الامريكية على حقيقتها حتى في الداخل الأمريكي.
و حتى في حجم أمريكا العسكري في عهد ترامب تحطمت إسطورة الجيش الأمريكي أمام قوة عسكرية نظامية وليس مقاومة غوار حيث دكت إيران قاعدة عين الأسد بالصواريخ أمام أعين العالم و أكثر من ذلك لم تتجرأ أضخم بحرية في العالم على إعتراض ناقلات الوقود الإيرانية المتوجهة الى فنزويلا في حين قرصنت و سرقت نفط من سفن خاصة و بناء على ما سبق فإن ترامب أفضل بكثير من بايدن و غيره من الناحية الإعلامية.
- الجانب العسكري
على المستوى الدولي لافرق بين الديمقراطيين و الجمهوريين فالإنسحاب من اتفاقية الصواريخ متوسطة و طويلة المدى سبقه الإنسحاب من معاهدة الدفاع الصاروخي من قبل الديمقراطيين و أما بالنسبة الى سورية فإنه لافرق بين الجمهوريين و الديمقراطيين فكلاهما حارب سورية بواسطة داعش و كلاهما إحتل الأراضي السورية و كلهما دعم الاحتلال التركي و الاسرائيلي ضد سيادة سورية و لكن ما ميز ترامب بأنه رفع شعارات عن سحب القوات الامريكية من الشرق الأوسط دون أن ينفذ وعوده و بالتالي لم تتغير السياسة الأمريكية من الناحية العسكرية و كلا الحزبين رعى داعش في التنف المحتلة و كلاهما راهن على الارهابيين.
- الجانب الإقتصادي
ربما تختلف سياسة ترامب الإقتصادية عن سلفه الديمقراطيين حيث شن حرب على كل دول العالم دون إستثناء و لكن بالنسبة لسورية كلا الحزبين فرض عقوبات من طرف واحد على سورية و كلا الحزبين سرقا النفط السوري فمن الناحية الإقتصادية كان أوباما حرامي النفط السوري عبر داعش و جاء ترامب لص البترول السوري عبر قسد و من سيأتي بعد ترامب لن يتوقف عن السرقة الا بلغة القوى و المقاومة و قد بدأت المقاومة شمال سورية و سيتكرر مشهد هرب القوات الأمريكية من العراق في سورية و المنطقة قريباً.
- الشرعية الدولية
خرق الديمقراطيين الشرعية الدولية و ما إحتلال العراق سوى نموذج ولكن يمكن الجزم بأن ترامب أسوء رئيس أمريكي لناحية الإلتزام بالشرعية الدولية فهو من إعترف بالقدس عاصمة للاحتلال و الجولان المحتل تحت السياة الصهيونية و هو من خرج من الإتفاق النووي الايراني و عشرات الاتفاقات الدولية و بشكل خاص اتفاقية باريس للمناخ و لكن يبقى السؤال هل سيعود الديمقراطيين الى الاتفاقيات الدولية و الى الشرعية الدولية في حال خسارة ترامب ..؟ الجواب يبقى لدى الدولية العميقة فترامب و من قبله ليسوا أكثر من منفذي للسياسة الأمريكية التي لا تتغير بالإنتخابات.
19:31