وحّد العراق والعراقيين ذات يوم...قمة دول الجوار الاقليمي في بغداد تتنكّر للتاريخ الذي صنعه الأسد

السبت, 28 آب 2021 الساعة 13:56 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

وحّد العراق والعراقيين ذات يوم...قمة دول الجوار الاقليمي في بغداد تتنكّر للتاريخ الذي صنعه الأسد

جهينة نيوز-خاص

تستضيف الحكومة العراقية يوم السبت 28/8/2021، قمة دول الجوار الإقليمي" في بغداد، دون توجيه دعوة للرئيس بشار الأسد، أو أيٍّ من أعضاء الحكومة السورية، وذلك بحجة أن "سوريا قضية خلافية دولياً وإقليمياً"... ‎

وبالتأكيد، فإن عدم دعوة الرئيس الأسد لحضور قمة بغداد أمرٌ لا يعنيه، طالما أنه كان حاضراً في "كل العراق" ذات سنوات، وأسهم في وحدة شعبه وسلامة أراضيه واستقراره في وجه أعتى القوى الدولية، والتي كانت مسؤولة عن جعل سوريا قضية خلافية دولياً وإقليمياً" منذ وقت بعيد...

إذا كان على العراقيين اليوم بحث شؤون العراق وشجونه مع دول الجوار وغيرها، فعليهم ألا ينسوا فضل سوريا ورئيسها عليهم، ذلك الفضل الذي انضم إلى فصول مشرقة من تاريخ الأُخوّة السورية العراقية، وخاصة وقت الأزمات.

تولي الرئيس الأسد للحكم في سوريا، بداية عودة الروح للعراق

أعطى الرئيس بشار الأسد زخماً قوياً لعودة العلاقات السورية مع العراق، منذ توليه الحكم في سوريا، فأرسل في 11/7/2001 وفداً حكومياً رفيع المستوى إلى بغداد، ناقش عدداً من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وقد حظيت زيارة الوفد السوري بوصفها من قبل الرئيس العراقي الراحل "صدّام حسين" بأنها "إنجازٌ كبيرٌ فاجأ الأعداء ، ألغى جزءاً هاماً من العقوبات التي فرضها الأميركيون والبريطانيون على العراق.

الأسد أول الرافضين لغزو العراق

كان اجتماع الرئيس الأسد بالرئيس الفرنسي شيراك في دمشق في 21/10/ 2002، أحد أهم اللقاءات الدولية التي أعلن فيها الأسد رفضه التهديدات الموجهة ضد العراق، وبعد رفض الأسد للحرب على العراق في قمة شرم الشيخ العربية في 1/3/ 2003، كرّر موقفه الرافض هذا في 17/3/2003، وذلك في اللقاء الذي جمعه في طهران بمرشد الجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني محمد خاتمي.

سوريا الأسد حضن العراقيين الدافئ

إثر غزو العراق واحتلاله عام 2003، لمس العراقيون اللاجئون التفاف السوريين حولهم ووقوفهم معهم، ولم يكن وجود ما يزيد على المليون ونصف لاجئاً عراقياً على الأراضي السورية، سوى مشهد سوري مألوف من احتضان اللاجئين العرب وغيرهم عبر العصور...

الأسد ومجلس الحكم العراقي الأول خلال الاحتلال

رأى الاسد إمكانية نجاح فكرة تطبيع العلاقات مع مجلس الحكم العراقي، دون أن يعطي ذلك شرعية للاحتلال الأميركي... لذا استقبل في 22/12/2003 رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي عبد العزيز الحكيم دون الاعتراف به رسمياً، لمناقشة اتفاقاتٍ أمنيةٍ حدوديةٍ مع سوريا، منعاً تسلل الارهابيين...

ولم ينته عام 2003 إلا وكان للرئيس الأسد شرطٌ للاعتراف بحكومة عراقية، وهو أن تكون منتخبة، ومعها استمرت المقاومة في العراق، تلك التي نوّه إليها مستشار الأمن القومي الأميركي "ستيفن هادلي محذّراً الادارة الأميركية من أن الاستراتيجية السورية في العراق قد أغرقت الولايات المتحدة...

أما استقرار العراق وعودة السيادة إليه واستمرار علاقته مع سوريا، فأضحى شأناً سورياً، ففي عام 2004 أضحت العلاقات مع سوريا تحت عنوان "التأسيس لعلاقة استراتيجية بين العراق وسوريا واستعادة الدور العربي للعراق عبر البوابة السورية"، وبات عبور مقاتلين للحدود بين سوريا والعراق، شأنا سورياً عراقياً تبحثه حكومتا البلدين، اللذين أضحت حدود التواصل الأخوية بينهما عصيةً على الضبط من قبل الاحتلال الأميركي، وهذا ما عبّر عنه الرئيس الأسد، الذي أخذ على عاتقه مساعدة الشعب العراقي للحفاظ على وحدة أراضيه والتمسك بسيادته والإسهام في تحقيق أمنه وازدهاره.

سياسة الأسد تجاه الحدث الدولي في العراق أنقذت هذا البلد الشقيق

أضحى جزءٌ كبيرٌ من الفشل الأميركي في العراق واقعاً على عاتق القيادة السورية...وقد انعكس ذلك على توازن الطبقة السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة، مما أدّى إلى الاستقالة المبكرة لوزير الخارجية "كولن باول"، وذلك في أواخر عام 2004، بعد أن أبلغ سيده ان "الصعوبة لا تكمن في النجاح في اجتياح العراق، وإنما في ارساء استقراره بعد الاجتياح، وأن هذا البلد سينفجر مثل كوب من الكريستال وسيكون جمع الأجزاء أمراً صعباً"...

وكان ما حذّر منه "باول" بمثابة كابوسٍ ليليٍّ، صحا بعده الرئيس بوش ليرى تفسيره على أرض الواقع عراقياً وسورياً.. وهذا بالضبط ما ناور به الرئيس بشار الأسد من خلال سياسة سوريا تجاه الحدث الدولي في العراق ..

فأية قمة لدول "الجوار الإقليمي" بدون الأسد، وأي جيران أولئك الذين يعدمون فصلاً من فصول التاريخ الجديد للأمة العربية –سطره الرئيس الأسد- باستراتيجية ما زالت تتصدى لجل ما يحيكه للمنطقة أهم الضيوف الدوليين في قمة بغداد؟


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 محمود
    2/11/2021
    22:30
    لا نهي أقبل ولا لوم
    كتبت مرة في هذا الموقع المحترم أنّه لا يُلام الكريم على كرمه..سوريا أبداً منذ الاستقلال كانت الأكرم والأولى عربياً وإنسانياً... وبعد الخبرة كثيرون قالوا عن أقطارهم أولاً.. ومن المنطقي كسياسة قومية نهجا وسلوكاً أن نستاء في سوريا!!! ولكن مرغمٌ أخاك لا بطل، أقول نعم اليوم سوريا أولاّ...كيف وأنا المؤيد لسياستنا القومية؟ لا يمكن التضحية بسوريا لأجل أي شقيق أعرف أنه في الغد سيقول قطره أولاّ..ثم كيف تقوم سوريا بمساندة الأشقاء إن لم تسند نفسها أولاّ؟؟ لذا أقول قولي ولا أخشى أحداً بنهاني: نبني سوريا أولاً...سوريا المبتدى بلا بداية هي المنتهى بلا نهاية...نبدأ بالقطر الحالي ونكمل بسوريا سعادة ونرجو الهدف الأسمى سوريا بني أمية...

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا