الإيدولوجيا ضرورة وليست خيار .. خطوات يمكن لسورية القيام بها في وجه الحروب الاعلامية

الثلاثاء, 29 آب 2023 الساعة 21:55 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

الإيدولوجيا ضرورة وليست خيار .. خطوات يمكن لسورية القيام بها في وجه الحروب الاعلامية

خاص جهينة نيوز - كفاح نصر

في رواية أناس عاديين للكاتبة المرموقة سالي روني تطرقت لسورية في أحد فصول الرواية حيث أن بطلة الرواية قرأت خبر عن سورية وبعد أن أنهت قراءة المقال بحثت عن الخلفية الإيدولوجية للكاتب وبهذه الطريقة خاطب سالي روني قرائها بضرورة البحث عن الخلفية الإيدولوجية للكاتب وكأنها تقول أن ما يكتب عن سورية في الإعلام الغربي كاذب ونحت أكثر من يدرك ذلك ولكن السؤال أين الخلفية الإيدولوجية في إعلامنا ..؟

نعم يمكن لكل من شبكة الفيسبوك واليوتيوب اقتراح فيديوهات وأخبار كما تشاء وترغم قصرا المشترك على مشاهدتها ومع كل تطور سياسي يتحول كل من الموقعين إلى سلاح ايدولوجي ونفسي حقيقي لشن الحرب النفسية المتطورة ضد أعداء الولايات المتحدة وحتى ضد مرشحين لانتخابات في بلاد موالية للولايات المتحدة لا تريدهم واشنطن, والامر لا يقتصر على الحرب النفسية بل يتعداها للأمن القومي والمتهم برنامج الواتساب وسواه الذين يمتلكون معلومات عن الأشخاص أكثر من الدولة ومن اصدقائهم ومن ذويهم , وما نشهده من تغير المواقف السياسية المفاجئة لشخص ما وبشكل مفاجئ لا يمكن وضعه في خانة حصان طروادة فقط بل يجب البحث عن الطرق التي يمكن بها ابتزاز الشخص واهم شيء يمكن ابتزاز الأفراد به هو بياناتهم الشخصية المتاحة للأمريكيين وهي الجزء الأهم فتبادل الصور العارية و الخداع وانتحال الهوية جميعها وسائل تسهل للعدو عمله للإيقاع بشخص ما وخصوصا مع وسائل الذكاء الصناعي القادر على تقسيم الأشخاص وتحديد نقاط ضعفهم.

طبعا الحديث عن حجب الأسلحة الاعلامية الامريكية ضرب من الخيال لانه يحتاج الى حجب الاتصالات الخاصة الظاهرية والقيام بالكثير الكثير من الأمور التي ستزيد الوضع سوء, وكذلك الحديث عن إلزام الشركات الأمريكية بمنع إخراج بيانات المستخدمين من سورية هو ضرب من الخيال في دولة صغيرة مثل سورية وحتى الدول العظمى التي فرضت قيود على الشركات الامريكية لاحقا قامت بتغريم الشركات الامريكية لعدم التزامها بالقانون والاتفاقات, ولكن رغم ذلك يمكن القيام بالكثير من الخطوات لإضعاف الشركات الأمريكية وإلزامها لاحقاً على الالتزام بعدم إخراج البيانات من سورية ومن هذه الامور:

تقديم الخدمات الحكومية عبر برنامج يحافظ على الخصوصية مثل برنامج تلغرام الذي لا يمكن خرقه وقادر على إجراء اتصال بين شخصين بدون سجلات على سيرفر الشركة يساهم بشكل فعلي بانتقال الناس من واتساب الى تلغرام بشكل متسارع فمثلا كان بالإمكان الاستغناء تماماً عن برنامج (وين) وتقديم الخدمات عبر تلغرام وكذلك بالإمكان ربط نتائج الامتحانات ببرنامج تلغرام وضمن البرنامج نفسه اقتراح قناة تنبيه مثلا بموعد دورة الرز والسكر (سابقا) وتصبح القناة ذاتها قناة اخبارية للأمور الهامة ولكن مع الأسف بدأت تتقلص خدمات الحكومة ولم يتم الاستفادة من هذا الخيار, علماً بأن الاعلام المرئي والمسموع في ظل وضع الكهرباء الحالية يتضائل تأثيره لحدوده الدنيا ومن الضروري ايجاد وسائل تواصل مع المجتمع.

تدريس الأمن المعلوماتي في المدارس ضمن المرحلة الاعدادية والثانوية بشكل تفصيلي ومن الواقع الحقيقي وليس ترجمة مقالات مملة ومن مصادر غربية,  ويجب أن يتضمن درس الأمن المعلوماتي مخاطر ارسال الاسرار الخاصة عبر واتساب القابل للاختراق ببرامج شبيها له لطرف ثالث كالواتساب الذهبي وغير من برامج تخترق قاعدة بيانات الواتس وما شابه واقتراح حلول للطالب كالاتصال الخاص عبر تلغرام على أن تكون المادة ضمن المواد في اختبار الشهادة حتى لو كانت ضمن مادة أخرى كالقومية فمن المستغرب بقاء كامل مادة المعلوماتية خارج اطار علامات الشهادات, وعدم التوسع بتدريس الامن المعلوماتي بشكل تفصيلي بما فيه مكافحة المعلومات الكاذبة وحتى الطبية منها فحتى في الولايات المتحدة نجد الآن دراما قصيرة لشرح الأمن المعلوماتي للمواطنين.

التفكير بشبكة تواصل اجتماعي داخلية كشبكة (vk) وبعض البرامج كانت متاحة المصدر وقابلة للتطوير مثل (jcow) ولاحقا كذلك تطوير شبكة فيديو داخلية يكون الوصول اليها عبر تقنية الـ اي دي اس ال مجاني و بأجور رمزية عبر البيانات ومع إنشاء مسابقات يمكن انجاح هذه الشبكة وهناك عدد من الدول تقريبا استغنت بشكل كبير عن خدمات الشركات الامريكية كروسيا والصين وبعض الدول المحيطة بروسيا, وهذه التقنية لا تضعف الشبكات الامريكية فحسب بل تخفف من فاتورة الانترنيت الخارجي بشكل كبير ومثل هذا المشروع يمكن تحويله الى مشروع مربح جداً ومجال اقتصادي واسع يطور تكنولوجيا المعلومات في سورية علماً بأن الإستثمار بتكنولوجيا المعلومات من أكثر الأمور ربحية على الإطلاق.

مواجهة المعلومات الكاذبة بدروس مدرسية مستندة الى بيانات رسمية ومن هذه الامور على سبيل المثال البترول السوري ولماذا كان خارج الموازنة خلال فترة التسليح للجيش السوري بعد توقيع مصر اتفاق سلام وفي أي عام عاد البترول السوري الى الموازنة واماكن توزعه والشركات المستثمرة وكم تنتج سورية من البترول ومقارنتها بدول خليجية من حجم الإنتاج ومن ساند سورية لإيصال وقود التدفئة للمواطن مع بدأ سرقة البترول السوري وكم ناقلة نفط تم استهدافها في البحر الأحمر وهي تحاول ايصال البترول للسوريين وكما ناقلة نفط تم حجزها وسرقة نفطها لمنع السوريين من الحصول على المازوت فمن المستغرب ان نجد هناك من يردد أكاذيب فيصل القاسم باننا لا نريد النفط ولا يهمنا خروج الامريكي لان النفط السوري اصلا كان مسروق وكان خارج الموازنة فيجب تذكير الناس كيف كان المازوت في سورية شبه مجاني ويتم تهريبه الى لبنان والاردن وتركيا , وربما هذا الامر قد لا يؤثر على الوضع السياسي الحالي لكنه يشكل ضغط اعلامي على العدو الذي يتوهم أنه قادر على تحقيق إنجازات.

وكذلك يجب مواجهة المخدرات وشائعاتها الكاذبة بحقائق يكون لها دور بشرح خطر المخدرات على الدول كتدريس حرب الأفيون الأولى وحرب الأفيون الثانية ضمن مادة التاريخ وانتشار المخدرات في أماكن التدخل الأمريكي وتنظيم القاعدة كأفغانستان وكوسوفو وحتى التدخل الأمريكي في كولومبيا في مواجهة الثوار الماركسيين وهذا يعتبر الخطوة الاهم في مواجهة قيام الدعاية الامريكية بما فيها الأفلام للترويج للمخدرات وكأنه شئ عادي , فمن المستغرب أن تغرّم شركات أمريكية في روسيا كشركة تويتر بجرم الترويج لتعاطي المخدرات ونحن لا نلحظ قيام الامريكي بشكل أو بآخر بالترويج للمخدرات وتعاطي المخدرات علناً بشكل غير مباشر, علماً بأن المخدرات والاميفيتامين هي جوهر الثورات الملونة.

ما سبق هو جزء صغير مما يمكن للحكومة أن تقوم به أو أن تخطط للقيام به في حال أرادت العمل في الجانب الإيدولوجي وبل يمكن اضافة دروس للمناهج الدراسية وحذف أخرى دون طباعة عبر توزيعها الكترونيا وعبر التلغرام على سبيل المثال وتعميم الدرس إذا أرادت فالجانب الايدولوجي أصبح مطلوب فنحن لا نطالب الحكومة بتقليد أوروبا التي تحجب قنوات اخبارية و اقنية يوتيوب بفضل علاقتها مع أمريكا وتعتقل من يضع على صدره بالصدفة حرف زد ولكن على الأقل أن تعمل بما لديها من أدوات وهي كثيرة فلا يجوز تجاهل الرأي العام وتركه فريسه سهلة, ومثل هذه الدروس يمكن صياغتها أيضاً بطرق مثيرة للطالب تجعلها ممتعة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 safa251277@gmail.com
    1/9/2023
    07:11
    Safaa
    شكرا للاستاذ كفاح نصر . انت قلت في نهاية المقال هذه بعض من أفكار لو ارادت الحكومة ان تعمل ،، اثبتت بعض الوقائع ان هذه الحكومة او ماقبلها او ماسيليها تنتهج نهج التدمير الاقتصادي والمجتمعي والإعلامي.. وكأنهم ينفذون بعض من سياسات الأعداء ويؤتمرون منهم… .وهناك الكثير الكثير من الأمثلة لانستطيع ان نذكرها كلها. ولكن البعض منها مثلا تصريحات الوزير المخلوع دارم الطباع التي اثبتت انه كان ينفذ سياسات ما… .إعلامنا الوطني استقبل مؤخرا المطبع يوسف زيدان… الحفلات المخزية في دمشق في ظل اسوء ظروف تعيشها سوريا وجلبهم لأحد المطربين المطبيعين.. شعارات حزب البعث تم نسفها كلها وتفريغ محتواها الفكري والشعبي حتى اصبحت مادة سخرية.. الحكومات دائما تفعل افعال مناقضة لسياسات واقوال الرئيس ..وكأنهما خطان متوازيان.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا