متى ستتوسع الحرب لتشمل سورية ..؟

الجمعة, 27 تشرين الأول 2023 الساعة 21:22 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

متى ستتوسع الحرب لتشمل سورية ..؟

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

 

في خضم الحرب النفسية والضخ الاعلامي وخصوصاً مع القمع التام للمحتوى المؤيد للمقاومة على مواقع التواصل الاجتماعي تسيطر العواطف على القارئ. ويتم طرح أسئلة مثل لماذا لا تقوم سورية بالرد المباشر على العدو الاسرائيلي ولماذا لا تشتعل كامل الجبهات والاهم الى أين تتجه الحرب وهل سورية وإيران سيدخلان الحرب..؟ وطبعا لسورية حظ وافي من الهجوم الاعلامي فمثلا دائما يقول الاعلام العبري ان الصواريخ التي تطلق من سورية تصيب اراضي فارغة وحين فقدت الكهرباء في عدة مستوطنات بعد ضربة صاروخية من سورية صمت الاعلام الصهيوني, لان اظهار سورية كبلد مقاوم وقادر يؤثر على معنويات الجماعات الارهابية المدعومة غربيا في الداخل والمنطقة وأدوات الناتو في المنطقة, ولهذا وجب الاجابة عن بعض التساؤولات الهامة في ظل الغليان الشعبي ضد الاحتلال.

هل سورية عاجزة عن الرد ولماذا لا ترد..؟

أولا سورية شبه مدمرة وتبادل الصواريخ مع كيان الاحتلال الاسرائيلي في المجال العسكري سيكون لصالح سورية لان كيان الاحتلال لديه ما يخسره أكثر بكثير من سورية فمطار دمشق شبه فارغ بسبب العقوبات بما فيها العربية ولكن مطار بن غوريون يعج بالطائرات , مركز البحوث العلمية في جمرايا مدمر (بضربات الجماعات الارهابية وضربات الاحتلال الاسرائيلي وضربات الاحتلال الامريكي والبريطاني والفرنسي) لكن مراكز البحوث الاسرائيلية تعمل وضربها مؤلم ولكن في الميزان الاقتصادي تبادل الضربات لصالح الكيان الصهيوني لان الكيان مدعوم من الناتو ولديه نبع من السلاح فمثلا

لو أن سورية ردت على كل غارة اسرائيلية خلال السنوات الماضية خلال مكافحة الارهاب الامريكي لكان الآن مخزون الصواريخ السورية في ظل تطورات العالم والمنطقة حالياً فارغ أو شبه فارغ ولما تغير شئ على ارض الواقع خلال معركة تثبيت سورية كبلد مقاوم .

هل سورية تخاف من الرد على كيان الاحتلال..؟

وجب التذكير أنه في العام 2013 وصلت القوات الامريكية الى البادية شرق السويداء و قوات الناتو في الاردن والجماعات الارهابية المدعومة من الغرب على حدود العباسيين في العاصمة دمشق, والقصف وصل الى محيط القصر الجمهوري, والبوارج الامريكية والبريطانية والفرنسية شرق المتوسط , ولاحقا قصف ترامب سورية مرتين وبعض الصواريخ حاولت استهداف القصر , وبل خلال الحرب مع ادوات واشنطن في سورية استهدفت القيادات الامنية والعسكرية السورية كاملة ولم يهتز شعرة لسورية ومن يعتقد ان كيان الاحتلال الاسرائيلي قادر على أن يقوم بشئ أكثر من الذي قامت به الولايات المتحدة وتحالفها كامل من عشرات الدول والتنظيمات الارهابية خلال السنوات الماضية ضد سورية فهو واهم, علماً ان ضحايا الهاون العشوائي من المدنيين في حلب وحمص وحماة ودمشق السوريين يقدر بالآلاف, و أكثر من ذلك إن جرأة كيان الاحتلال الصهيوني على سورية سببه الرئيسي هو ما قامت به واشنطن في سورية وبشكل خاص تدمير الدفاعات الجوية السورية وسببه الآخر وجود القوات الامريكية في المنطقة منذ احتلال العراق لليوم والآن الولايات المتحدة تحتل اجزاء من سورية والاسرائيلي يستقوي بتلك القواعد أصلاً, بالتالي من يعتقد ان سورية تخاف من الرد فهو اما غبي او صاحب ذاكرة قصيرة جداً فمن تحدى الولايات المتحدة نفسها لا يخاف من أدواتها كداعش وكيان الاحتلال الاسرائيلي ولكن سورية تواجه مشروع بمشروع وقدمت آلاف الشهداء وهدمت مئات آلاف البيوت ولاتزال تقدم الشهداء وستقدم الشهداء في معارك المستقبل مع العدو الاسرائيلي ولكن حين يأتي الموعد, وهنا السؤال متى يأتي الموعد وصبر الناس ينفذ..؟

كيف نقضي على كيان الاحتلال الاسرائيلي:

وجب أن لا ينسى القارئ أن كيان الاحتلال الاسرائيلي كيان نووي (يملك نحو 70 رأس نووي) من جهة ومدعوم من ثلاث قوى عظمى نووية وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فضلا عن دول مثل المانيا وكندا واستراليا وهولندا ودول الناتو والمال العربي (قطر وحدها انفقت على الارهابيين في سورية أكثر 100 مليار دولار لاخراج سورية من محور المقاومة لو حصل الجيش السوري على نصفهم لغير موازين القوى في كامل الشرق الأوسط ) وبالتالي كلمة القضاء المباشر على كيان الاحتلال الاسرائيلي غير ممكن ولكن افقاد هذا الكيان وضيفته الرئيسية هي الخيار الوحيد ليتلاشى هذا الكيان من تلقاء نفسه فحتى السلام الدائم في الشرق الأوسط كفيل على القضاء على هذا الكيان الدموي القائم على الكره والحرب, ولا يوجد فترة افضل للقضاء على هذا الكيان من هذه الفترة التاريخية حيث تترنح الامبرطورية الامريكية وطبعا هناك خيارات أخرى تسرع انهياره مثل:

جر كيان الاحتلال الاسرائيلي لحروب برية يتم فيها تدمير قواته أو تكبيل يديه ليصبح غير قادر على حماية المصالح الامريكية في المنطقة, أو اطالة الحرب الى اقصى قدر زمني ممكن حتى يطلب الاحتلال نفسه وقف اطلاق النار و

وطول الحرب دائماً منذ حرب الاستنزاف على الجبهة السورية الورقة الرابحة لمحور المقاومة حيث أن كيان الاحتلال الاسرائيلي قوته بالحروب الخاطفة وليس بالحرب الطويلة والحرب الطويلة تقتضي أن لا تفتح الجبهات دفعة واحدة ولا تستعمل الصواريخ بضربة واحدة.

ماذا يحدث الآن وما هي احتمالات الايام القادمة..؟

من الملاحظ الآن أن فصائل المقاومة في غزة لا تزال تمسك بزمام المعركة بعد 20 يوم من القتال وجرائم الاحتلال بحق المدنيين والاطفال ليست سوى دليل على عجز كيان الاحتلال عن خوض حرب تقليدية قوة عسكرية لقوة عسكرية, وللتذكير في العام 1996 جرى نفس الأمر في جنوب لبنان (ما يسميه العدو عناقيذ الغضب حين كانت روسيا تحت حكم يلتسن وكانت الصين بمرحلة البناء والولايات المتحدة منتشية بالإنتصار في الحرب الباردة أي حين جابهت المقاومة العالم اجمع) ولكن صبر المقاومة حينها رغم المجازر وبشكل خاص قانا 1 أرغم الاحتلال للاستنجاد بمجلس الامن ليصدر حينها ما يسمى تفاهم نيسان الذي يقضي بعدم استهداف المدنيين وحين كبلت المقاومة يد العدو عن استهداف المدنيين تحرر جنوب لبنان بفترة وجيزة, والآن الوضع لا يختلف بل أفضل فعسكريا لاتزال المقاومة متفوقة على العدو بنسبة الخسائر العسكرية ولكن ردها على استهداف المدنيين محدود و لايزال تصاعدي ولكنه فعال بكونه يطال اليهود ذوي الاصل الاوروبي وليس يهود الدرجة الثانية, في حين في جنوب لبنان وبالتزامن يتم الآن تدمير البنية التجسسية للعدو والانذار المبكر وكل ما قد يعيق في المستقبل اقتحام الحدود و يعترف اعلام العدو بان حزب الله يصطاد جنوده ودباباته كالبط ورغم وجود حاملات الطائرات والبوارج الامريكية شرق المتوسط يجري في جنوب لبنان وشمال فلسطين معركة متقنة دون استنفاذ صواريخ المقاومة المكرسة حصراً وبشكل رئيسي للجم العدو عن قتل المدنيين في حال توسع الحرب وقيام الاحتلال بضرب بيوت مدنية في لبنان ولكن الى أين تتجه المعركة لا أحد يعلم سوى قادة محور المقاومة فهي حالياً شملت كامل المنطقة ولكن ضمن تصاعد تدريجي ويشار الى ان هناك تحذيرات روسية من أن تتجاوز الحرب منطقة الشرق الاوسط في حال لم تتوقف الحرب ضد المدنيين في غزة.

ماذا تحتاج المقاومة لتنتصر ..؟

أولا وجب الانتباه الى التغيرات التي تحدث في العالم ورسم العالم الجديد (أو كما يقول الرئيس الصيني التغيرات المستارعة الغير مسبوقة منذ مئة عام) ومجرد قيام المقاومة الفلسطينية بتدمير فرقة غزة هو اعادة القضية الفلسطينية الى الساحة العالمية بقوة وانجاز سياسي هائل وقد تم ملاحظة ذلك بالموقف الروسي والموقف الصيني وكذلك الاعلام الروسي والصيني, فما حدث أظهر كيان الاحتلال كعقبة في وجه بناء العالم الجديد وأداة أمريكية من جهة وحجز مكان لمحور المقاومة في هذا العالم الجاري بنائه, وحجز اسم فلسطين في العالم المقبل وأيضاً عرقل المشاريع الامريكية في المنطقة وبشكل خاص التي طرحت في قمة العشرين وما يسمى اتفاقيات ابراهام, ولكن هل يمكن تحقيق المزيد بالطبع فإن انتهاء الحرب والاسرى العسكريين الصهاينة موجودين لدى المقاومة وضمان اعادة اعمار غزة هو بحد ذاته سيكون نهاية الدور الوظيفي لكيان الاحتلال فما قامت به غزة جزء صغير جداً من الذي يمكن أن يقوم به حزب الله وبالتالي سيصبح كيان الاحتلال ليس نقطة قوة للامريكي في المنطقة بل نقطة ضعف يمكن ضربها بأي وقت وهو ما يعني بدء خروج النفوذ الامريكي من غرب اسيا الى افريقيا لصالح العالم الجديد المتمثل حاليا بـ بريكس, وعليه فإن تضائل التأثير الامريكي بحد ذاته يعتبر نهاية كيان الاحتلال الاسرائيلي ففي العالم الجديد لايوجد اي قوة تريد الاستثمار في الارهاب وأصبح من شبه المؤكد ان كيان الاحتلال الاسرائيلي الآن يخوض معركته الأخيرة, وأما عن المعركة الحالية قد تنجز في غزة وقد تنجز على كامل حدود فلسطين فنتيجة المعركة معروفة ومؤكدة ولن تنتصر الولايات المتحدة ومرتزقتها الصهاينة مهما كان الثمن وكانت الجبهات وحين يتطلب الامور دخول سورية الحرب ستكون ضمنها ولكن لن تقف الحرب الا بطلب من الاعداء, ولا استبعد ان يقدم الامريكي لاحقاً الى مجلس الامن مشروع القرار الروسي الذي اسقطه الامريكي, أو انتهاء دور مجلس الامن وذهاب نتنياهو الى موسكو طلباً لوقف الحرب.

أفكار للتأمل:

هددت السلطات اليمنية في صنعاء بضرب سفن الاحتلال في باب المندب وللتذكير فقط ,الولايات المتحدة نفسها زرعت القراصنة سابقاً وهددت سفن خصومها مما حول المنطقة الى منطقة عسكرية فمثلا إيران و روسيا والصين ترافق سفنها عسكريا لتجنب القراصنة ولكن وللمفارقة ومع بناء ممر شمال جنوب وممر بحر الشمال أصبحت روسيا والصين أقل المستفيدين من هذه المياه فيما سينقلب السحر على الساحر لانه من المؤكد أن صنعاء قادرة فعليا على محاصرة كيان الاحتلال بحريا وهذا بدوره تشتيت جديد للامريكي, وللمفارقة حتى الآن التصعيد في الشرق الأوسط فقط فحين يتحدث الروسي عن خروج المواجهة الى خارج الشرق الأوسط لن يسعنا سوى أن ترقب المارد الامريكي الذي يقاتل ليخص من قيوده قد قيد نفسه واصبح بدون حراك فمن الصعب جداً أن أن تصمد البلطجة الامريكية الى نهاية العقد الحالي (سبع سنوات) فيبدوا ان اعادة الامريكي الى دياره اصبحت قريبة جداً.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا