لم ألبث أ ن أضع قدمي في فرنسا منذ ثلاثون عاماحتى شرعت بخربشة خواطري وذكرياتي ...موضوعهامن الشارع أو المقهى الذي ارتاده ؛,,,,,كل ما يلفت نظري او يحرك احساسي ….أناقة امرأة .؟...شاب صبغ شعره بلون اخضر؟ متسول منطفي بعد ان شرب من النبيذ مايقتل فيلا...أكتب سطرين او ثلاثة في دفتر صغير وأرميه داخل جارور خشبي...هكذا تعرفت على وطن الغربة ...هكذا بدأت أبني وطننا جديدا,,,,,,, أنتقده أحلله,,,,,,,,,,..خفانتين من الماضي وثلاثة من الحاضر وكيس شمينتو من المستقبل...؟
كان الصراع في داخلي عنيفا...بين الحاضر والماضي...بين عيني وأنفي..بين أذني وفمي...صراع عام وشامل بين حواسي الخمسة ؟....بين رائحة الزعتر الحلبي ورائحة الكرواسان بين طعم الشنكليش وجبنة الركفور الفرنسية...بين موسيقى التكنو وصوت فيروز الرائع بين الجلباب والميني جوب......آه كم كان صراعي عنبفا يجري على ساحة الغربة...؟قصف مستمر لم تتردد أي حاسة من حواسي في استعمال كافة الروائح والذكريات ….رائحة النعنع والفل والياسمين....ذكرياتي مع المرحوم أبي وأحاديثه الشيقة وحنان امي وصبرها الرائع....أصدقائي ومراهقتي...لقد خضت حربا بدون تغطية اعلامية او كاميرات تلفزيونية...؟؟ لم أجد حلا لتهدئة هذا الصراع ، سوى هدنة على طريقة الهدن الدولية ( أليس صراعي دوليا )....هدنة بين نفسي ونفسي ..بين الحاضر والماضي...بين ثقافتي وثقافتهم ...هدنة تلزم الطرفين بلامر الواقع....وقبول الحد الأدنى من التلائم مع الحياة الجديدة والوطن الجديد...فلا يمكن ان يحبنا الوطن اذا لم نحبه والعكس صحيح......؟؟ ....وهكذا بنيت وطننا جديدا حجرتين من الماضي وثلاثة من الحاضر وكيس شمينتو من المستقبل ….ورفعت له علما صنع من الفل والياسمين ولونته بلون دم الشهداء ونشيده الوطني خبطت قدمكم عا لارض هدارة تنشده فيروز فقط.....؟ وطننا من صنع يدي جذوره في حمص سوريا وفروعه في فرنسا وقبلته القدس والجولان.....ومن يومها وانا اعيش بسلام ….ولا يعكر هذا السلام الا مطالبة نفسي احيانا برفع الحد الادنى...............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟