جهينة نيوز- خاص
رغم أننا نحيا منذ فترة الأنباء التي تصاعدت فيها وتيرة البيانات العسكرية للجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة وما تبعها من تحاليل عسكرية وسياسية لخبراء من مختلف الجنسيات تحدثت عن تلاشي أخطار التقسيم وانسحاب مخططاته إلى الوراء، إلا أننا لا زلنا نرى على شاشة قناة "حليفة" ما لا يسر خواطر الجمهور الصامد من شرق سورية إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها...فخريطة سورية التي عُرضت ضمن ما يسمى بالنشرة الميدانية لقناة الميادين ظهر يوم الإثنين الواقع في 5/2/2018 تشبه خريطة عمليات سياسية وعسكرية مؤلمة أكثر من كونها مخصصة لتحاليل ضيف النشرة العميد المتقاعد اللبناني الذي لم يعرّج على الخريطة أثناء شروحاته، لتبدو الخريطة كخلفية واضحة جداً لواجهة أحداثٍ لا يتمنى السوريون أن تتحقق، أو ينجح صانعوها الأعداء بمبتغاهم...
وكما هو معروف فقد درجت العادة في الأطالس القديمة أن يشرح مصممو الخرائط في أدنى زاوية من الخريطة معاني ودلالات الأجزاء الملونة فيها، سواء كانت تشير إلى جغرافيا طبيعية أو سياسية أو ديموغرافية...ولكن ما رأيناه في خريطة نشرة "الميدانية" المشار إليها آنفاً هو أجزاء ملونة لا تفسير لها بالنسبة إلى المشاهد البريء سوى هدف التخزين في الذاكرة وتكريس وضعٍ هو بحد ذاته "المؤامرة" التي تحدّث عنها الجميع بما فيهم القناة صاحبة الخريطة...كما لوحظ من خلال ألوان الخريطة أنه لا مشكلة للمصابين بعمى الألوان لأنهم لا يخطئون في تمييز الألوان المتماثلة أو المختلفة...!
لقد لوّن راسم الخريطة بالأصفر - ووفق تعليمات محددة- كل المناطق التي يسعى انفصاليو الأكراد الاستئثار بها في القطر العربي السوري وإعلانها دويلة كردية مستقلة بدعم غربي، وقد امتد هذا اللون الأصفر إلى المناطق المشابهة في العراق الشقيق، دون أن ينسى راسم الخريطة أن مستجداتٍ طرأت من قبل الجانبين الأميركي والتركي مؤخراً بخصوص الرقة وجرابلس وعفرين...!...
أما بقية الألوان فتراوحت بين الأحمر والأخضر والبني الغامق، وهي مع الأصفر، وحسب راسم الخريطة، ألوانٌ معبّرة عن الطائفية والعرقية والعشائرية، ولا تفسير غير ذلك إلا ما يمكن أن يقرأه السياسيون ويقنعونا به خلافاً لما ظهر!
وختاماً ندرك أن المبررات لما رأينا –إذا وجد المعنيون دواعٍ للحديث عنها- ستتمحور حول أنها خريطة "إخبارية تحليلية" توضح حالياً مناطق سيطرة الدولة السورية والمناطق الواقعة تحت سيطرة العصابات الإرهابية وغيرها...وهذه مبررات مرفوضة لأنه بإمكان المذيعة أو المذيع التعريج على تلك المعلومات بأقل من دقيقة، يكون المحلل الضيف قد استقر خلالها على كرسيه الدوّار!
03:04
04:06
06:15