رغم غرابته .. لهذه الاسباب ترامب أذكى مما نتصور و أخطر

الإثنين, 21 كانون الثاني 2019 الساعة 06:11 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

 رغم غرابته .. لهذه الاسباب ترامب أذكى مما نتصور و أخطر

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

مما لا نقاش فيه أن رأس المال هو الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية و لكن حجم الإنفاق العسكري خلال الحرب الباردة جعل شركات السلاح الأمريكية هي الحاكم الفعلي للولايات المتحدة الى جانب شركات النفط و الرئيس الأمريكي ليس أكثر من موظف تسويق لدى هذه الشركات, و حتى المساعدات العسكرية لكيان الإحتلال الإسرائيلي و التي وصلت الى 4 مليارات دولار سنوياً ليست سوى فاتورة تشتريها الحكومة الأمريكية بمال الشعب الأمريكي من الشركات الأمريكية الحاكمة لإرسالها للإحتلال أي أنها قبل أن تكون مساعدة للإحتلال هي صفقة لشركات السلاح, و عبارة "شركات السلاح" تعني رأس المال الأمريكي بشكل عام فالإستثمار بالسلاح ليس حكراً على أحد الأثرياء و لكن من الواضح و بحسب وسائل الإعلام (فوق الطاولة) أن هناك إنقسام داخل أثرياء الولايات المتحدة الأمريكية علماً بأن ترامب هو أول رئيس أمريكي يمثل رأس المال بشكل مباشر و ليس موظف لدى رأس المال, و لكن ما هو سبب الإنقسام..؟ إن كان هناك إنقساك حقيقي..!

قبل ترامب كان كلينتون أول رئيس أمريكي سعى ونجح في خفض عجز الموازنة الامريكية و تقليل الضرائب عن الطبقة الوسطى و سعى لخفض الإنفاق العسكري و محاولة إحتواء روسيا دون قتال و لكن في العام 1994 ظهرت أول فضيحة جنسية للرئيس الأمريكي حين رفعت دعوة عليه بولا جونز ولاحقاً كانت الفضيحة الكبرى مع مونيكا لوينسكي, و حدث التغير و سياسته التي بدأت بمشاريع السلام إنتهت بحروب تمهيدية, ليعود الإنفاق العسكري الى الإرتفاع بشكل جنوني بعد تولي جورج بوش الإبن الحكم في الولايات المتحدة, و قد جنت شركات السلاح أرباح خيالية من هذه الحروب توازي المكاسب خلال الحرب الباردة, و لكن في المقابل كان هناك خسائر أخرى تمثلت بخسارة الدولار قيمته أمام الذهب من جهة و من جهة ثانية إنعكس على قدرة الولايات المتحدة على طبع المزيد من الدولارات و هي التجارة الأربح من السلاح, فضلاً عن التغيرات التي حدثت على أسواق الطاقة, و كذلك الحروب الأمريكية دفعت كل من إيران و الصين الى الحضن الروسي ليتأسس في العالم علاقات إستراتيجية دولية جديدة فرضتها الحروب الأمريكية و في المقابل وصل الدين الأمريكي الى مستوى قياسي حيث تجاوز الـ 20 الف مليار دولار على الشعب الأمريكي تسديدها ثمناً لحروب رؤسائه, و في هذا الخضم جاء ترامب المعروف أصلاً بتوجهاته منذ سنين طويلة ليتم شن حملة شعواء عليه و كأن الفريق الآخر يخالف سياسته التي لا مفر للأمريكي منها.

من يراقب سياسة دونالد ترامب خلال الفترة القصيرة من حكمه سيعتقد أنه غريب الأطوار و لكن من يراقب الولايات المتحدة منذ فضيحة بولا جونز أبان حكم الرئيس الأسبق بيل كلينتون حتى اليوم سيعيد النظر مجدداً في سياسة ترامب الغريبة, حيث ان الولايات المتحدة و منذ العام 1995 و مع نشر قواتها في قطر و لاحقاً العدوان على يوغسلافيا وصولاً الى ما يسمى عدوان الربيع العربي أنفقت آلاف مليارات الدولارات لتكون النتيجة غرق الأمريكي و صعود روسي صيني غير مسبوق إقتصادياً و عسكرياً فضلاً عن تحول كل من إيران و جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية الى قوى وازنة و نتيجة لذلك لم ينحسر النفوذ الأمريكي في آسيا فحسب بل تعداها الى إفريقيا و أمريكا الجنوبية و أصبح هناك خطر على النفوذ الأمريكي في آوروبا فكانت طروحات ترامب القديمة هي المخرج الوحيد للأثرياء الأمريكيين, و يكفي تشريح خطوات ترامب للكشف عن نوايا الادارة الامريكية:

- حلب البقرة الحلوب حيث أشعل الأزمة الخليجية و أرسل بأمره قوات تركية (ثاني دولة في الناتو) الى قطر رغم وجود القوات الامريكية ليصبح هو كقوات أمريكية في المنطقة بعيداً عن أي نزاع محتمل في حال لم تقم دول الخليج بالدفع و بالتالي قام بإرغام دول الخليج على الدفع بالقوة لشركات السلاح الأمريكية تارة بحجة التصدي لإيران و تارة بحجة الصراع الخليجي الخليجي و بالتالي حافظ على أرباح شركات السلاح و وجودها و الإستثمار فيها (علماً بأن صفقات السلاح الخيالية مع دول الخليج و موازنة الحرب الأمريكية الضخمة كان لها مردود على رأس المال الآوروبي).

- إلغاء الإتفاق النووي مع إيران و قد أجمع غالبية المحللين أن إلغاء الإتفاق النووي ليس سوى إعتداء على المصالح الآوروبية و لكن للمفارقة فإن آوروبا لم تدافع عن مصالحها و رغم كل التصريحات الآوروبية فوق الطاولة كانت الشركات الآوروبية تنسحب من إيران و لكن ما لم ينتبه له الكثير من المحللين أن الشركات الصينية بدأت تحل مكان الآوروبية في إيران على وقع مفاوضات صينية أمريكية (أي قدم للصين تنازلات على حساب آوروبا) , و لكن لم يكتفي ترامب بإلإضرار بالمصالح الآوروبية على حساب المفاوضات الأمريكية الصينية بل يهدد الآن بوضع آوروبا تحت النيران الروسية عبر التلويح بخروج واشنطن من معاهدة الصواريخ متوسطة و قصيرة المدى التي كانت لسنوات طويلة مظلة الأمن الآوروبي.

- الخروج الأمريكي من معاهدة الصواريخ متوسطة و قصيرة المدى و بإعتراف الآوروبيين هي تفريط بالأمن الآوروبي و لكن للمفارقة أيضاً فإن الآوروبيين لم يصوتوا على مشروع القرار الروسي في الأمم المتحدة للحفاظ على المعاهدة و هو ما يعني أن رأس المال الغربي متفق تماماً تحت الطاولة رغم كل التصريحات الجوفاء فوق الطاولة, و الآوروبيين يسيرون وفق رغبات ترامب و ليس وفق رغبات معارضي ترامب المزعومين في الولايات المتحدة الامريكية .

و عليه فإنه من المؤكد أن ترامب يقوم بسياسة متفق عليها و قد يكون الهدف العميق منها محاولة دق أسافين في العلاقات الروسية الصينية و منع أي جهود روسية صينية قائمة حالياً لجمع خصوم الأمس في مصالح مشتركة و بشكل خاص في آسيا و طبعا هدف ترامب الحفاظ على المصالح الأمريكية في آسيا و محاولة فرض أمر واقع لـ تقاسم للعالم بين القوى العظمى و لكن يبقى الخطر الأكبر أن ترامب يعيد بناء الإقتصاد الأمريكي المنهك تمهيداً للحروب القادمة و الجشع طال حتى كيان الإحتلال الصهيوني فحين يقول ترامب أن "إسرائيل" مع اربع مليارات دولار ستكون بخير فهو بشكل غير مباشر يهددها.

و تبقى المفارقة الأكبر هي ظهور أصوات تدعو للخروج من الإتحاد الآوروبي من داخل الدول المستفيدة من هذا الإتحاد و بشكل خاص فرنسا و ألمانيا و هما المستفيدين المباشرين من الاتحاد الآوروبي, و هو ما يؤكد أن الرأسمال الغربي في قمة التوحش و ليس التراجع و ترامب ليس أكثر من مكمل للسياسة الأمريكية و رغم قراراته بالخروج عسكرياً بشكل جزئي من بعض الساحات و لكنه يبقى من أخطر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاثة عقود و سياسته نعيد بث الحياه في ترسانة الحرب الامريكية المنهكة بعد سلسة حروب فاشلة.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    21/1/2019
    12:54
    هناك فرق بين من اخطر ... واوقح .
    ترمب لا يفهم بالاستراتيجيات / ترمب محتال - غبي - مرتزق .. لا يقرأ والايفهم / تماما مثل نموذح جورج بوش الابن .. ولكن الفرق ان ترمب استفاد خلال توليه الرئاسه ماديا وتلاعب حتي بالبورصه / فقد يكون ذكي كفاسد ولص وكرجل اعمال استفاد من تجاربيه وحلربنه في التصب والاحتيال لكنه سياسيا حمار ببنطلون والاخطر من ذلك ليس له فريق بل يتصرف وكانه صاحب بقاله وهذه مشكله امريكا وليس مشكله ترمب والسؤال الم يكن ديك تشيني / اكبر اللصوص والفسده ؟ امريكا دوله عصابات تعتمد علي الفلسفه البراغماتيه والفلسفه الميكافيليه ولا مبادى ولاقيم ولا اخلاق ، ومن يثق فيهم غبي والصراع الاهم في امريكا هو صراع داخلي .. وترمب اول من اوصل امريكا الي هذا الحاله بان كشف المستور في صراعات مراكز القوى في امريكا ؟!!

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا