خاص جهينة نيوز
مراقبة الأحداث عن بعد في بعض الأحيان تجعل الإمور أكثر وضوحاً, فمن يحاصر الشعب الفنزويلي بأبشع العقوبات و يمنع عنهم حتى أدوية و حليب الأطفال يزعم الآن نيته إرسال مساعدات إنسانية له, و للمفارقة فإن المساعدات الإنسانية عبارة عن أربع شاحنات لا تكفي قرية صغيرة لشهر فضلاً عن دولة, و المثير أيضاً فإن المعارضة الفنزويلية المزعومة و عوضاً عن التنديد بخرق سيادة بلادها و إهانة الشعب بهذه الشحنات الأربع حاولت تبرير وتسهيل هذا الخرق و تجازف بإشعال حرب في البلاد للحصول على 5 كيلو أرز لا يصلح للاستهلاك البشري قدمت مثلها الامم المتحدة مساعدات للمدنيين ليستعملها السوريين علف للحيوانات و حتى و إن كانت المساعدات التي أرسلتها واشنطن كالتي كان يحصل عليها الارهابيين (وليس المدنيين) فهل يستحق إدخالها الهجوم على قاعدة عسكرية و فتح الحدود امام المرتزقة , علماً بأن التجارب من كوسوفو و أفغانستان سابقاً و ليبيا و سورية تثبت أن هؤلاء الذين يقاتلون الآن سيكونوا أول ضحايا الحرب في حال إشتعلت و من يدخل من الخارج يصبح هو الحاكم الفعلي و سيستعبد معارضة الداخل قبل غيرها.
أحداث فنزويلا تعيد للأذهان بداية الحرب على سورية فالآن حين يشاهد المواطن نبأ إنشقاق جندي فينزويلي يتذكر تهليل الجزيرة و غيرها لأيام و أيام لنبأ إنشقاق عريف من الجيش السوري و تصوير العريف الذي ربما كان فار أصلا من الجيش على انه فرقة عسكرية قادرة على تغير وجه البلد, و من يسمع بومبيو يقول أيام مادورو معدودة يتذكر سيناريو الحرب على سورية و هو يطبق حرفيا بنسخته اللاتينية, و من يراقب أسباب الأزمة المالية في فنزويلا و التي سببها الرئيسي الى جانب العقوبات الأمريكية هي قيام أنظمة النفط العربي بضرب أسعار النفط من متوسط 110 دولار للبرميل الى متوسط أقل من 60 دولار للبرميل, و هو ما يعادل مئات مليارات الدولارات قام حكام الخليج برميهم للأمريكي مجاناً لتدمير إقتصادات دول في حين شعوبهم مضطهدة كحال آل مرة في قطر و الكثير من الاسر القطرية و كحال أكثر من نصف الشعب السعودي الذي يتم نهب ثرواته لأجل حروب الأمريكي و الليالي الحمراء للأمراء في فنادق واشنطن و لندن.
فالأمير تميم يهدي طائرة فارهة لأردوغان قيمتها 500 مليون دولار في حين طلاب مدارس معيذر و محيطها يذهبون لمدارسهم في باصات بدون مكيف في درجات حرارة لا تقل عن 45 درجة و تصل الى 50 درجة و حتى العمالة الاجنبية في قطر ترفض الذهاب الى العمل في مثل هذه الباصات, و الملك السعودي الذي ضرب أسعار النفط في العالم للضغط على فنزويلا و الجزائر و إيران في بلاده بيوت صفيح و آلاف الأسر الغير قادرة على أن تنعم بأجواء باردة كحال العمال الاجانب فضلاً عن البطالة و الشباب الذين لا يملكون مساكن, نعم تلك النظم بالأمس أنفقت عشرات المليارات من أموال شعوبهم لتدمير سورية و هم أنفسهم تنازلوا عن مئات مليارات الدولارات لعدة سنوات بهدف ضرب إقتصاد فينزويلا و الجزائر.
و للمفارقة فإن الحسابات التي كانت تحرض على سورية قبل سنوات و حتى الأمس القريب و بشكل خاص منها الناطق بالإنكليزية هي نفسها الآن متفرغة للتحريض ضد فنزويلا و شيئا ما ضد الجزائر, و الإعلام نفسه و خطابات عملاء واشنطن الذين خرجوا فجأة في تركيا و قطر و اصبحوا يتحدثون بإسم الشعب السوري مثال الفرنسي الذي لم يزر سورية لأكثر من 30 عاماً و أصبح زعيم المعارضة في قطر الآن هناك مثلهم في كولومبيا يتحدثون بإسم الشعب الفنزويلي و بذات الخطابات المكتوبة في دوائر الخارجية الامريكية و مراكز إدارة الازمات و منهم من هو فار من فنزويلا لانه من لصوص البلد و مطلوب للعدالة حاله كحال من أحرق المحاكم في سورية مطلع الحرب .
و يبقى الجانب الأقبح و الأقذر في معارضة الخارج الفنزويلية و قبلها السورية هو التلويح بمصير القذافي فعوضاً عن أن يخجل الغرب بجريمته القذرة بعد تدمير ليبيا و قتل رئيسها تستمر الحسابات التي يديرها الغرب بالتباهي بهذه الجريمة و لكن يفوتهم شيء واحد و هو أن سورية لم تكن ليبيا بل كانت فيتنام و مثلها ستكون فينزويلا, فحين يكرر الأمريكي ذات الخطابات و ذات الوسائل التي فشلت في سورية فهذا إن اشار الى شيء سيشير الى الإفلاس الأمريكي, فالعدوان على سورية بدأت الآن تداعياته على الأردن و نظام أردوغان و القادم أعظم و لكن في أمريكا اللاتينية فإن الأمريكي يجازف بتحرير المارد و بشكل خاص في البرازيل و كولومبيا, فمن يدري ماذا يمكن أن يحدث و لكن المؤكد أن فينزويلا لن تكون ليبيا .
07:01
20:50
15:17