أحداث فنزويلا و النسخة اللاتينية من معارضة الناتو ؟!

الأربعاء, 27 شباط 2019 الساعة 04:50 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

أحداث فنزويلا و النسخة اللاتينية من معارضة الناتو ؟!

خاص جهينة نيوز

مراقبة الأحداث عن بعد في بعض الأحيان تجعل الإمور أكثر وضوحاً, فمن يحاصر الشعب الفنزويلي بأبشع العقوبات و يمنع عنهم حتى أدوية و حليب الأطفال يزعم الآن نيته إرسال مساعدات إنسانية له, و للمفارقة فإن المساعدات الإنسانية عبارة عن أربع شاحنات لا تكفي قرية صغيرة لشهر فضلاً عن دولة, و المثير أيضاً فإن المعارضة الفنزويلية المزعومة و عوضاً عن التنديد بخرق سيادة بلادها و إهانة الشعب بهذه الشحنات الأربع حاولت تبرير وتسهيل هذا الخرق و تجازف بإشعال حرب في البلاد للحصول على 5 كيلو أرز لا يصلح للاستهلاك البشري قدمت مثلها الامم المتحدة مساعدات للمدنيين ليستعملها السوريين علف للحيوانات و حتى و إن كانت المساعدات التي أرسلتها واشنطن كالتي كان يحصل عليها الارهابيين (وليس المدنيين) فهل يستحق إدخالها الهجوم على قاعدة عسكرية و فتح الحدود امام المرتزقة , علماً بأن التجارب من كوسوفو و أفغانستان سابقاً و ليبيا و سورية تثبت أن هؤلاء الذين يقاتلون الآن سيكونوا أول ضحايا الحرب في حال إشتعلت و من يدخل من الخارج يصبح هو الحاكم الفعلي و سيستعبد معارضة الداخل قبل غيرها.

أحداث فنزويلا تعيد للأذهان بداية الحرب على سورية فالآن حين يشاهد المواطن نبأ إنشقاق جندي فينزويلي يتذكر تهليل الجزيرة و غيرها لأيام و أيام لنبأ إنشقاق عريف من الجيش السوري و تصوير العريف الذي ربما كان فار أصلا من الجيش على انه فرقة عسكرية قادرة على تغير وجه البلد, و من يسمع بومبيو يقول أيام مادورو معدودة يتذكر سيناريو الحرب على سورية و هو يطبق حرفيا بنسخته اللاتينية, و من يراقب أسباب الأزمة المالية في فنزويلا و التي سببها الرئيسي الى جانب العقوبات الأمريكية هي قيام أنظمة النفط العربي بضرب أسعار النفط من متوسط 110 دولار للبرميل الى متوسط أقل من 60 دولار للبرميل, و هو ما يعادل مئات مليارات الدولارات قام حكام الخليج برميهم للأمريكي مجاناً لتدمير إقتصادات دول في حين شعوبهم مضطهدة كحال آل مرة في قطر و الكثير من الاسر القطرية و كحال أكثر من نصف الشعب السعودي الذي يتم نهب ثرواته لأجل حروب الأمريكي و الليالي الحمراء للأمراء في فنادق واشنطن و لندن.

فالأمير تميم يهدي طائرة فارهة لأردوغان قيمتها 500 مليون دولار في حين طلاب مدارس معيذر و محيطها يذهبون لمدارسهم في باصات بدون مكيف في درجات حرارة لا تقل عن 45 درجة و تصل الى 50 درجة و حتى العمالة الاجنبية في قطر ترفض الذهاب الى العمل في مثل هذه الباصات, و الملك السعودي الذي ضرب أسعار النفط في العالم للضغط على فنزويلا و الجزائر و إيران في بلاده بيوت صفيح و آلاف الأسر الغير قادرة على أن تنعم بأجواء باردة كحال العمال الاجانب فضلاً عن البطالة و الشباب الذين لا يملكون مساكن, نعم تلك النظم بالأمس أنفقت عشرات المليارات من أموال شعوبهم لتدمير سورية و هم أنفسهم تنازلوا عن مئات مليارات الدولارات لعدة سنوات بهدف ضرب إقتصاد فينزويلا و الجزائر.

و للمفارقة فإن الحسابات التي كانت تحرض على سورية قبل سنوات و حتى الأمس القريب و بشكل خاص منها الناطق بالإنكليزية هي نفسها الآن متفرغة للتحريض ضد فنزويلا و شيئا ما ضد الجزائر, و الإعلام نفسه و خطابات عملاء واشنطن الذين خرجوا فجأة في تركيا و قطر و اصبحوا يتحدثون بإسم الشعب السوري مثال الفرنسي الذي لم يزر سورية لأكثر من 30 عاماً و أصبح زعيم المعارضة في قطر الآن هناك مثلهم في كولومبيا يتحدثون بإسم الشعب الفنزويلي و بذات الخطابات المكتوبة في دوائر الخارجية الامريكية و مراكز إدارة الازمات و منهم من هو فار من فنزويلا لانه من لصوص البلد و مطلوب للعدالة حاله كحال من أحرق المحاكم في سورية مطلع الحرب .

و يبقى الجانب الأقبح و الأقذر في معارضة الخارج الفنزويلية و قبلها السورية هو التلويح بمصير القذافي فعوضاً عن أن يخجل الغرب بجريمته القذرة بعد تدمير ليبيا و قتل رئيسها تستمر الحسابات التي يديرها الغرب بالتباهي بهذه الجريمة و لكن يفوتهم شيء واحد و هو أن سورية لم تكن ليبيا بل كانت فيتنام و مثلها ستكون فينزويلا, فحين يكرر الأمريكي ذات الخطابات و ذات الوسائل التي فشلت في سورية فهذا إن اشار الى شيء سيشير الى الإفلاس الأمريكي, فالعدوان على سورية بدأت الآن تداعياته على الأردن و نظام أردوغان و القادم أعظم و لكن في أمريكا اللاتينية فإن الأمريكي يجازف بتحرير المارد و بشكل خاص في البرازيل و كولومبيا, فمن يدري ماذا يمكن أن يحدث و لكن المؤكد أن فينزويلا لن تكون ليبيا .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا
    27/2/2019
    07:01
    وجه الشبهه بين للازمه السوريه - وازمه فنزويلا
    تماما مثلما فعلوا بسوريه وصدروا ازمتهم .. وتصفيه حساباتهم .وصراعات قوى الزاس المال العالمي ،،. ف35 - مليارات التي تستقمرها الصين في طاع النفط - طويل الاجل وكذلك 12 مليار توظف روسيا وحتي الاوربيين - في الخديقه العافيه لامريكا - التي تنتح - 2،5 مليون برميل يوميا .. استفز الامريكان.. الذين بداؤا يخسرون نفوذهم في العالم بسبب سياستهم الغبيه والفاشله . .. وكما فشلوا في سوريه - سيفشلوا في فنزويلا .
  2. 2 مواطن
    28/2/2019
    20:50
    حقيقة
    شكرا جهينه على هذه المقاربات التي نتمنى أن تصل لكل شعرب العالم التي يتم التلاعب بمقدراتها ومستقبلها من أجل مصالح دول عظمى غايتها السيطرة والنهب والسلب وأن لا تنجرف هذه الشعوب من خلال الكذب عليها وان تقوم بالمقارنه التي وضحها مقالكم .
  3. 3 محمود
    2/3/2019
    15:17
    رجعت حليمة لعدتها القديمة
    احسان الواوي يريد ان يعرض على القراء ان احصائيات مشاكل العالم تكمن في دفاتر الصغيرة وهذا المرض تمكن منه حتى صار وهما معشعشا في قحفة رأسه ... توقف ياهذا عن هذه الارهاصات التي مل القراء من سماعها منك.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا