خاص جهينة نيوز –كفاح نصر
بكل بساطة نسمع من وسائل الاعلام ان رجب طيب اردوغان يريد توطين سكان عرب داخل سورية على حدود تركيا و سيبني لهم مساكن (بمزاعم اعادة لاجئين) رغم ان قسم كبير من الترك بدون مساكن, و في المقابل دونالد ترامب يريد بناء مدن و قرى للاكراد (بمزاعم انقاذهم من اردوغان) شرق سورية ضمن مشروع هندسة سكانية تهدف لتقسيم سورية.
و في حين ترامب اذا قام بالبناء سيمول بناء هذه المدن و القرى النظم الوهابية في الخليج و على رأسهم السعودية (الممولة للوجود الامريكي في سورية حالياً) و البحرين و الامارات, بينما رجب اردوغان سيبنيهم على نفقة دافعي الضرائب الاتراك و ربما بمساعدة النظام القطري في حال وافق الامريكي على ذلك لان الامريكي جشع لدرجة ان لا يسمح لقطر بتمويل هذه المشاريع ليرغمهم على شراء السلاح الامريكي.
و اما شركات ترامب ستنهب البترول السوري شرق سوريا, بينما اردوغان سيغسل اطباق الجنود الامريكيين شمال سورية, و رغم ان المشروع الامريكي يجعل اردوغان يبدو على انه ليس اكثر من عميل امريكي صغير يقود تركيا الى الهاوية و مشروعه خطر على تركيا نفسها و رغم ان المشروع سيكون بمثابة انهاك للاقتصاد التركي و عوائده للامريكي يسير به اردوغان و بحماس شديد.
و للتذكير فقبل ان يعلن اردوغان نفسه قطب واحد في هذا العالم كان جورج دبليو بوش الذي شن الحروب بالجنود الامريكيين و البريطانيين ولا نزال نذكر تهديدات كولن باول للرئيس الدكتور بشار الاسد بعد إحتلال العراق, ثم جاء باراك اوباما ليعلن الحروب على سورية و العراق عبر المرتزقة و الشركات الامنية التي انتجت داعش و جبهة النصرة و الجيش الحر و غيرها عشرات المنظمات الارهابية و كذلك خسر الحرب و كذلك لانزال نذكر تهديد هيلاري كلينتون التي قالت "اذا لم تقم دمشق و بغداد بإصلاحات سياسية (على قياس واشنطن) سوف ينتشر داعش و يتوسع", و فعلا انتشر داعش و توسع و قمنا بسحقه بعد رحيل هيلاري كلينتون.
و الآن جاء ترامب ليعلن الحروب بالجيش السعودي و الآن بالجيش التركي علماً بأنها سياسة أمريكية قديمة حيث لطالما شن الاحتلال الاسرائيلي الحروب بأوامر واشنطن, و عليه فإن أردوغان ليس اول رئيس يعلن نفسه قطب واحد و يشن الحروب و يهدد و يتوعد فقبل اردوغان الاخواني كان ابن سلمان الوهابي و بنيامين نتنياهو الصهيوني, و للمفارقة فإن الوهابية و الاخوانية تعتمد اسلوب حرب هجين على النمط الامريكي حيث تستعمل الجيش النظامي و المرتزقة في آن واحد, بينما كيان الاحتلال الصهيوني المشارك في كل الحروب يقف صامتاً الآن بإنتظار ما تتمخض عنه حروب المنطقة متأملاً أن يكون له وجود شرق سورية ليتبادل الخطابات البطولية مع رجب طيب اردوغان و منتظراً مهمة امريكية جديدة في المنطقة.
نعم كولن باول هددنا بالجيش الامريكي و البريطاني و رحل, هيلاري كلينتون هددتنا بداعش و رحلت هي و داعش و الآن ترامب يهددنا بالسوبرمان أردوغان (الذي بين الحين و الآخر يصاب بنوبات عظمة و تصبح تصريحاته قبل و بعد الخروج من الحمام و بمعدل ثلاث مرات في اليوم) القادر على تحقيق ما فشل به الجيش الامريكي و الجيش البريطاني و داعش و النصرة و الجيش الحر و جيش الاحتلال الاسرائيلي و جيش ال سعود و مرتزقتهم, و للمفارقة فإن أردوغان متحمس جداً للدور الذي منحه اياه ترامب متجاهلاً أن قبله ايهودا اولمرت فشل و ابن سلمان في ورطة ينتظر ضربة جديدة لآرامكو قد يكون من نتائجها ان يصاب أردوغان بنوبة الغياب عن الشاشة, كما كان يحدث حين تمر المنطقة بفترات لا دور فيها لرجب اردوغان. حين يكون الدور لـ ابن سلمان او نتنياهو, و لكن يبقى السؤال هل يدرك أردوغان على اي درب يسير....؟ من المستبعد..!
من المؤكد أن صوت اردوغان العالي لا ينفي ان للعالم الآن ثلاث اقطاب و هم امريكا و روسيا و الصين و حال العالم اليوم ليس كحاله ابان حكم جورج بوش, و من المؤكد أن نتائج الحروب الامريكية الحالية لن تكون أفضل من سابقاتها بل ستكون الفاتورة الامريكية أكبر لان جورج بوش نسبة الى ترامب يمكن وصفه بالأينشتاين, و من المؤكد المشروع الامريكي الجديد لن يكون أفضل من سوابقه و لكن يبقى الكلام للسيد رجب طيب اردوغان حيث لا يسعنا أن نقول له سوى عبارة واحدة نقتبسها من بيان حركة حماس الذي اصدرته لتبرر العدوان التركي حيث قالت حركة حماس " تتفهم الحركة حق تركيا في حماية حدودها والدفاع عن نفسها وإزالة التهديدات التي تمس أمنها القومي" و نحن بدورنا نتفهم المخاطر المحيطة بتركيا و على اردوغان ترقبها بفعل سياسته الحمقاء, و لكنه واهم جداً اذا كان يعتقد نفسه أهم من جورج دبليو بوش.
10:24