خاص جهينة نيوز-كفاح نصر:
ما أن قامت الولايات المتحدة الامريكية بجريمتها في مطار بغداد حتى بدأت بمحاولة امتصاص الغضب الايراني لتكتشف ان من كانت تراهن عليهم و بشكل خاص روسيا و الصين غير مستعدين للوساطة قبل الانتقام الايراني, و من جهتها إيران قطعت طريق الوساطة على كل من يحاول امتصاص الصدمة من حلفاء واشنطن (فرنسا قطر تركيا سلطنة عمان) بعد أن كشف الاعلام الايراني أن قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي أمر بالرد الحازم و الواضح ليتحول الامريكي و خلال ساعات من صاحب مبادرة الى صاحب ورطة دفعت الرئيس الامريكي لأكبر حماقة تاريخية و هي التهديد باستهداف (المواقع الثقافية) و طبعا لم يقصد وزارة الثقافة الايرانية ولا مركز ثقافي ايراني فتهديد ترامب لا يقبل التأويل هو تهديد مباشر بقصف مواقع دينية مقدسة في مدينة قم و كربلاء و مشهد.
المشهد الامريكي ما بين التهديد باستهداف مواقع ثقافية و تراجع ترامب عن تهديده يكشف مدى التخبط الامريكي و عدم القدرة على اتخاذ القرار و هو ما يؤكد أن إغتيال الشهيد قاسم سليماني و رفاقه يشبه تماماً التهديد بقصف مواقع ثقافية و بعبارة أخرى قرار امريكي احمق, و أكثر من ذلك رد الفعل الامريكي بعد الضربة الايرانية يثبت تماماً أن الامريكي وقع في شر أعماله, و عاجز عن تحمل نتائج الضربة التي يمكن وصفها بالكارثة التي وقعت على الادارة الامريكية.
بعد خطيئة جريمة مطار بغداد و خطأ التهديد بقصف المواقع المقدسة كان خطأ الاعلام الامريكي الذي زاد الفضيحة فضيحة و هي مزاعم ان القاعدة الجوية التي استقبلت ثلاث رؤساء امريكيين و اربع وزراء دفاع غير محصنة جوياً علماً بأن مثل هذا الامر لو صدق لوجب محاكمة قيادات الجيش الامريكي وصولاً الى وزير الدفاع.
و لكن الكذبة الاكبر هي كلام ترامب عن عدم وجود اي اصابة في صفوف القوات الامريكية علماً بأن التصريح صدر بعد ظهور صور اقمار صناعية تكشف عن دمار هائل يدفع للتسائل هل حقاً هذه الابنية تم اخلائها و بدون حراسة على الاقل ...؟ علماً بأن فيديوهات أظهرت ان القاعدة كانت تعج بالجنود الامريكيين , وطبعا الامر لا يصدق لان الامريكي اخلى الكثير من القواعد و نقل جنودها الى قاعدة عين الاسد الجوية لانها الاكثر تحصيناً .
من الجانب الايراني لم يتأخر الرد ولا دقيقة واحدة فمع بدأ مراسم الدفن و بذات توقيت الجريمة بدأت الصواريخ الايرانية تنهمر على القواعد الامريكية, و في اليوم التالي خطب الامام الخامنئي و من قم المقدسة بهدوء و ثقة و على الهواء مباشرة و كأنه لم يسمع تهديدات ترامب بقصف مواقع ثقافية ولا يبالي بها في مشهد لا يمكن وصفه سوى تحدي و تهديد للأمريكي و لترامب الذي اخفى رأسه حتى ساعات متأخرة من النهار.
في نهاية المشهد بدأ الذباب الالكتروني بحملته تارة بعدم سقوط اي جريح و آخرين بأن ما حدث مسرحية و غيرهم يركز على الصاروخين الذين اوقفت صواعقهم ايران بسبب خلل بنظام توجيههم و لكن رغم كل العويل هناك حقائق لا يمكن تجاهلها مطلقاً و قتلى لا يمكن إخفائهم و جرحى لا يمكن علاجهم و هم:
1- قتلت العنجهية الامريكية و الاسرائيلية الى غير رجعة فما ان يهدد نتنياهو ايران مرة أخرى سيرد عليه محلليه السياسيين أن ترامب الذي اكبر منه لا يتجرأ على هذا التهديد و اما ترامب في حال قال جميع الخيارات مطروحة سنقول له بل جميع البندورات و الكواسايات كذلك.
2- اصيب مشروع التحريض الطائفي في صميمه لان مشهد الاذلال الامريكي اعاد توجيه الشعوب العربية و كشف حقيقة الصراع فما حدث بعد الضربة الايرانية يشبه تماماً نتائج حرب تموز على المستوى الاعلامي.
3- حسمت الخيارات الامريكية في المنطقة الى الابد و لن يقفل الطريق من طهران الى دمشق مهما حدث, و أكثر من ذلك لن يقفل من خلفه طريق الحرير.
4- قتل مشروع تشكيل تحالف بحري ضد إيران-الصين و أي مشروع يستهدف الامدادات النفطية الايرانية بعد أن اصيب سابقاً اصابة قاتلة اثر حجز ناقلة النفط البريطانية و تشوه اثر المناورات العسكرية الايرانية الروسية الصينية في بحر عمان.
5- نتائج ماحدث تكشف ان جميع استفزازت البحر الاحمر ضد ايران من جهة لن تبقى دون رد و من جهة ثانية لن تؤثر على خطوط التجارة العالمية بل إن الاصرار على تلك الاستفزازات سيخلق بدائل من نتائجها دفع مصر أكثر باتجاه محور المقاومة و من جهة اخرى تجعل جزء من اسباب العدوان على اليمن بدون نتيجة, و بالتالي هناك اصابة خطيرة لمشروع السيطرة على خطوط النقل البحري.
6- اصابة قاتلة لمشروع خط الغاز الاسرائيلي لان عبارة لا يمكن إغلاق طريق طهران دمشق تعني إنطلاق خط الغاز الاسلامي, و لن يكون خط الغاز الاسرائيلي افضل حظاً من سابقه التركي نابوكو.
7- و فضلاً عن عشرات النتائج يبقى الاهم هو أن الضربة الصاروخية الايرانية قتلت و بما لا يقبل الشك سبب الحشود العسكرية الامريكية في المنطقة لانها إنفاق مال دافعي الضرائب الامريكيين بدون اي نتيجة على الاطلاق و جميع هذه الحشود و حشود الناتو لم تدفع ايران للتأخر بالرد و لو دقيقة واحدة عن الموعد.
و للحديث تتمات
المصدر جهينة نيوز