جهينة نيوز- خاص:
في الوقت الذي يتبجّح "سلطان زمانه" رجب طيب أردوغان بانتصاراته السياسية والعسكرية المزعومة في كلّ من ليبيا وشمال سورية، ويدّعي أن بلاده لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن وإنما أرسلت فقط مستشارين ومدربين، متنكراً لآلاف المرتزقة من مقاتلي فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند.. الخ" التي كانت تتمركز في الشمال السوري، وللأنباء المؤكدة التي تقول إن نحو 2400 من هؤلاء المجندين وصلوا فعلياً إلى ليبيا وأن أكثر من 1700 ما زالوا ينتظرون نقلهم من عفرين، وأن أنقرة تسعى إلى إرسال نحو 6000 عنصر منهم لدعم حكومة الوفاق "الإخوانية" التي يقودها فايز السراج. كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن الرئيس أردوغان ناشد نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمساعدة في وقف زحف الجيش السوري على منطقة وقف التصعيد في إدلب.
ورطة أردوغان التي بدأها مع اندلاع الحرب بتصريحاته النارية ضد نظام الحكم في سورية، مروراً بفتح الحدود أمام تدفق الأسلحة بمختلف أنواعها وقطعان الإرهابيين الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها، وصولاً إلى عدوانه السافر على الشمال السوري واندحاره مع عصاباته التكفيرية في عدد من مناطق الشمال السوري يحاول جاهداً اليوم إخفاءها ولملمتها، تارة بإعلانه المزعوم ضرورة اللجوء إلى المفاوضات والحل السلمي، وتارة تسول ماء الوجه من حلفاء سورية، للهروب من شبح هزيمته الحتمية القريبة، وتارة بالكذب والالتفاف والتنكر لنيته التخلص من عبء الجماعات الإرهابية التي جنّدها ودعمها في سورية، وذلك بإرسالها إلى ليبيا أو قطع الرواتب عنها، أو دفعها إلى الاقتتال ليضرب بعضها بعضاً. والدليل على ما نقول التصريحات الأخيرة لوزير خارجيته مولود جاويش أوغلو الذي أكد أن أردوغان الذي التقى نظيره الروسي على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين (19 كانون الثاني الجاري) ناشد بوتين بالتدخل لوقف هجوم الجيش السوري على منطقة وقف التصعيد في إدلب، وأنه وجه للمجتمع الدولي نفس النداء من أجل تحقيق تقدم في المسار السياسي!.
في هذه العجالة لن نتوقف عند مخرجات مؤتمر برلين حول الحرب في ليبيا، التي يسعّرها أردوغان، وهي مؤلمة لنا في سورية بالتأكيد، ولن ندحض الكذب المكشوف لـ"سلطان زمانه" بأنه لم يرسل قوات إلى هناك، رغم توارد أنباء موثقة عن سقوط عشرات القتلى بين المقاتلين الذين أرسلهم من شمال سورية إلى ليبيا وضغوطه المكثفة على عناصر تنظيمات إرهابية أخرى في ريفي الحسكة والرقة لإجبارهم على الالتحاق، وتعمّده قطع رواتب المرتزقة الذين لا يرغبون بالمشاركة في تلك الحرب، وأن ما لا يقل عن 17 عنصراً من هؤلاء المقاتلين فروا بحراً إلى إيطاليا أو براً إلى الجزائر، بل سنحيل المتابع الحصيف إلى ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد حول معركة إدلب الفاصلة في زيارته التفقدية قبل أكثر من شهرين لوحدات الجيش السوري المنتشرة على خطوط التماس وفي بلدة الهبيط جنوب محافظة إدلب: "كنّا وما زلنا نقول إن معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سورية".
في تلك الزيارة حدّد الرئيس الأسد نظرة السوريين جميعاً لــ أردوغان بقوله: "أردوغان لم يعد قادراً على إقناع أقرب الناس له في تركيا ونظامه بأنه صادق في أي شيء يفعله.. وعندما نقول عن أردوغان إنه لص نقولها لأنه سرق المصانع والمعامل وسرق القمح وسرق النفط بالتعاون مع داعش والآن يسرق الأرض".
وللباحث أيضاً عن حقيقة الموقف السوري من معركة إدلب، لا بد أن نرجعه إلى الاجتماع الذي جمع قبل أيام رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، مع رئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان، بحضور عدد من المسؤولين الروس في موسكو، حيث طالبت سورية الجانب التركي خلال الاجتماع، بالالتزام الكامل بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً والانسحاب الفوري والكامل من الأراضي السورية كافة، وأكد مملوك لفيدان على ضرورة وفاء تركيا بالتزاماتها بموجب «اتفاق سوتشي» بشأن إدلب، وخاصة ما يتعلق بإخلاء المنطقة من الجماعات الإرهابية والأسلحة الثقيلة، وأن الدولة السورية مصمّمة على متابعة حربها ضد الإرهاب وتحرير كل منطقة إدلب، وإعادة سلطة الدولة إليها.
إذن وفي مطلق الأحوال، وطالما هناك وجود إرهابي في إدلب أو الشمال السوري، فإن زحف الجيش العربي السوري لن يتوقف. وسواء ناشد أردوغان روسيا أو العالم كله، أو نقل مرتزقته إلى ليبيا أو إلى الجحيم، أو فوّض جاويش أوغلو لتلميع صورته، فإن ذلك لن يبدل تلك الصورة، وأنه في نظر جميع السوريين "لص.. وإخواني صغير" ستكنسه الأيام وترميه قريباً في مزبلة التاريخ.
01:41