انفلات في الأسواق السورية.. الأسعار تشوي المواطن على نيران "صمت" حكومي مريب!

الثلاثاء, 31 آذار 2020 الساعة 03:05 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

انفلات في الأسواق السورية.. الأسعار تشوي المواطن على نيران

 

جهينة نيوز- خاص:

غير مفهوم حتى اللحظة هذا الانفلات وغياب الرقابة عن الأسواق السورية، التي فاقت في طمع تجارها وجشعهم حدود اللا معقول، حتى بتنا نخاف على المواطن السوري من جائحة انفلات الأسعار التي تشويه ويكتوي بنيرانها لا من خطر الوباء القاتل!.

فالفريق الحكومي المنوط به إدارة أزمة وتنظيم إجراءات التصدي لوباء "كورونا" ها هو اليوم، وإزاء واقع الأسواق، يغرق في صمت مريب، بل الأكثر فجائعية التصريحات اليومية الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ومزاعمها بضبط الأسعار ومعاقبة المخالفين وتنظيم الضبوط اللازمة بحقهم.

 

إن نظرة متأنية إلى حال المواطن السوري وهو يواجه هذه الموجة المتصاعدة من الغلاء الفاحش، وشملت السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، باعتقادنا، كفيلة بتوصيف ما يجري في الأسواق من استغلال متفاقم لحاجة المواطن المحجور عليه قسرياً، لكن المستغرب أكثر أن تصمت الحكومة وأجهزتها الرقابية وتسكت وهي ترى عشرات التّجار أو "حيتان السوق" الذين يتحكمون بتسييل وتأمين هذه السلع والمواد ويحدّدون أسعارها يومياً برقم مختلف، فمثلاً صحن البيض وأغلبه إنتاج محلي بيع قبل أيام بـ1600 ليرة، وأمس وصل سعره إلى أكثر من 2500 ليرة، وقسْ على ذلك لباقي الخضار والفواكه، التي صارت من النوادر الموجودة على موائد الأسر السورية، المكتوية بسؤال ممض: لماذا يمارس "حيتان السوق" وتجار الجملة في سوق الهال ومراكز البيع والتوزيع هذه السياسة القهرية ضد المواطن المغلوب على أمره، ولا يملك إلا الدعاء بالفرج والشكوى، وبالتالي كيف تسكت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن أفعال هؤلاء وهم يتحكمون بقوت الناس والمتاجرة بحاجاتهم وأوجاعهم، ولاسيما أن السيد وزير التجارة والفريق الحكومي كلّه يعلمون أن الشريحة الأكبر من الشعب السوري باتت تحت خط الفقر جراء الحرب المدمّرة التي عاشها منذ عشر سنوات، ليأتي الغلاء الفاحش وانفلات الأسواق ليطلقا عليه رصاصة الرحمة!!.

ندرك أن السيد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك يعلم مخاطر جائحة "كورونا" والاحتياطات الاحترازية الواجبة للتصدي لها، ونعرف أنه يتابع حركة الأسواق بشكل يومي ويحصي عدد الضبوط التي تنظمها دوريات الرقابة في مختلف المحافظات، لكننا لا نستطيع أن نتفهم حتى اللحظة عجز الوزارة وكوادرها عن وضع حدّ لمعاناة المواطن مع غلاء الأسعار، ولا نستطيع أبداً، وقد تحمّلنا طوال السنوات الماضية أوزار الحرب وأثقالها، قبول أن تبقى الأسواق رهن أصابع خفية تديرها لمصلحة ثلة من المتاجرين بقوت الأسر السورية المحاصرة بـ"صمت" حكومي مريب، كما لا ندري لماذا تتجاهل الحكومة وتصمّ آذانها عن ملايين النداءات التي تطالب بضبط التحكم بأسعار السلع والمواد الأساسية المفروض وجودها في كل بيت ولو بالحدّ الأدنى في ظل حظر التجوال الجزئي، كالخبز والسكر والرز والبرغل والعدس والمعكرونة والشاي والزيوت والسمون والمنظفات والمعقمات ومساحيق الغسيل التي لا تقف أسعارها أو تثبت عند حدّ معين، أو تلتزم بنشرة أسعار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، والتي تبيّن أنها ليست إلا حبراً على ورق!!.

 

مؤسف وموجع جداً أن نرى في بعض بلدان العالم كيف تتبارى المؤسسات الحكومية في خدمة المواطن وتقديم التسهيلات له وهو يواجه خطر تفشي وباء "كورونا"، وكيف انبرى المشاهير ورجال الأعمال حول العالم بالوقوف إلى جانب بلادهم في محنتها، فيما يتبارى حيتان السوق وتجار الجملة في سورية ويتنافسون لتعظيم ثرواتهم حتى لو كانت على حساب استغلال الأزمة، وفي الوقت نفسه سنتفهم صراخ مواطننا الكاظم حسرته وقهره وهو يتهم "الساكتين" في الفريق الحكومي بأنهم شركاء لـ"حيتان السوق" في تفشي وباء الغلاء الفاحش، الذي خرج كما يبدو عن سيطرة جهاتنا الرسمية. وسنكتفي أخيراً بنداء شاب سوري صادفناه في أحد الأسواق وقوله لـ"جهينة نيوز" بالحرف: إن لم تستطع هذه الحكومة حلّ المشكلات التي تتهددنا أكثر من "الكورونا" فلتصمت أو تستقيل.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا