خاص جهينة نيوز:
عملت الدفاعات الجوية السورية بشكل تصاعدي خلال السنوات الماضية في مؤشر يدل على إعادة بناء المنظومة الدفاعية التي دمرها الإرهاب خلال سنوات الحرب على سورية, حيث كانت الأجواء السورية تستباح من قبل طيران الإحتلال الإسرائيلي.
ولكن وبشكل تصاعدي بدأت وحدات الجيش العربي السوري تستجيب للهجمات ونجحت بإصابة مقاتلة شبح إسرائيلية من طراز اف-35 ولاحقاً إسقاط مقاتلة من طراز اف-16 داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 و بأسلحة قديمة كلياً, حتى وصل الأمر الى إغلاق معظم ثغرات الدفاع الجوي السوري حيث لم يبق للإحتلال الإسرائيلي سوى الإختباء خلف سلاسل الجبال وقصف سورية من الأجواء اللبنانية أو التسلل عبر الأجواء الأردنية ومنطقة التنف المحتلة من الأمريكي لضرب أهداف جنوب حلب أو عبر الأجواء التركية أو إستعمال صواريخ أرض أرض, وبالتالي نجحت سورية بإعادة سد الكثير من الثغرات في منظومة الدفاع الجوي ولم يبق هناك سوى ثغرة أجواء الدول الشقيقة وبشكل خاص الأجواء الأردنية المفتوحة أمام طيران الإحتلال الإسرائيلي بإتجاه منطقة التنف المحتلة, والأجواء اللبنانية حيث تلعب سلاسل الجبال عامل حماية طبيعي للعدو فضلاً عن سياسة الإختباء خلف الطائرات المدنية وبشكل خاص في لبنان.
وفي مجال التصدي للصواريخ القادمة عبر الحدود كذلك شهدت الدفاعات الجوية السورية تصاعد وصل مؤخراً الى إستعمال منظومة بوك أم-2 وإسقاط جميع الصواريخ المهاجمة دون إستثناء, فما لغز ظهور هذه المنظومة مؤخراً.؟
في وقت سابق نجحت الدفاعات الجوية في سورية بتحييد هجمات أمريكية فرنسيا بريطانية بنسبة 100% عن بعض المواقع العسكرية فيما وصلت الصواريخ الأمريكية الى أهداف غير محمية مثل مركز البحوث العلمية في جمرايا الذي كان مدمر أصلاً, ونجحت سابقاً بتحييد هجمات إسرائيلية بنسب متفاوتة ولكن مؤخراً يمكن الحديث عن تحييد الهجمات بشكل كلي وذلك بالتزامن مع إستعمال مضادات جوية جديدة تدخل المناوبة القتالية ضد الإعتداءات الإسرائيلية لأول مرة, ومن هنا يمكن طرح السؤال هل دخلت الدفاعات الجوية السورية مرحلة جديدة ..؟ وماذا عن إعلان الدفاع الروسية عن تفاصيل إشتباك الدفاعات السورية مع الصواريخ الإسرائيلية مؤخراً.؟
من المؤكد بأن الإجابة على الأسئلة بشكل رسمي مستحيلة, ولكن وجب لفت الإنتباه إلى تصريحات الملك الأردني الأخيرة التي تحدث فيها عن هجمات بطائرات مسيرة بدأت منذ سنة وتتصاعد و وصفها الملك الأردني بأنها تحمل بصمات إيرانية ودون أن يكشف الملك طبيعة أهداف هذه الطائرات ولكن يبدو أنها تستهدف القوات الأمريكية وقوات الناتو في الأردن ومن غير المستبعد أن تكون جزء من الرد على إستخدام العدو الإسرائيلي للأجواء الأردنية لضرب أهداف في سورية, وفي ذات السياق من غير المستبعد أن تكون مرحلة جديدة للدفاع عن الأجواء السورية بدأت تتكشف وقد يكون عنوانها أيضاً الإشتباك مع الأهداف الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.
ولكن وبغض النظر عن التأويلات يمكن القول أن مرحلة جديدة قد بدأت ضمن إعادة بناء الدفاعات الجوية السورية وصولاً الى بناء منظومة أقوى بكثير من التي كانت قبل الحرب, ومن المؤكد أن دخول منظومة بوك أم-2 المعركة ليس سوى تمهيد لمرحلة جديدة علينا أن نترقب نتائجها.
وكذلك وبغض النظر عن جميع التأويلات مرة أخرى يمكن الجزم بأن نتائح رسائل القصف المتبادل في المنطقة ليست في مصلحة أعداء سورية التي وصلت صواريخها الى منطقة ديمونا وأصابت جميع أهدافها في الجولان وجبل الشيخ وسط تصاعد نظام الحماية السورية ضد الصواريخ المعادية, فكل ما يحدث يشير الى إنقلاب في المعادلات التي فرضت على سورية خلال الحرب.