خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
في العام 2006 أفشلت المقاومة في لبنان ترحيل الاهالي من الجنوب وقد تبين تلك الايام في نهاية المعركة أن عملية أسر الجندي الصهيوني التي أشعلت الحرب كانت مصادفة أنقذت لبنان من كابوس هائل كان يخطط له.والآن بدأت الدلائل تشير الى أن ما حدث في غزة أيضاً ليس سوى بدء المعركة التي كانت ستفرض عليهم ولكن بدأت الحرب بتوقيت المقاومة كما حدث في لبنان عام 2006 والصدفة ليست هي من أشعل الحرب بل على الارجح وبل من المؤكد أن الفصائل الفلسطينية كانت تدرك أنها ذاهبة للحرب بتوقيت العدو ولكن ضربته بتوقيتها, وعن هذه الحرب هناك الكثير من الدلائل السابقة والحالية التي تشير الى أن العدو الصهيوني كان يخطط لهذه المعركة ولكنه تفاجأ ومن هذه:
1-الضغط الامريكي على الاقتصاد المصري وما حدث للجنيه المصري خلال الأشهر الفائتة غير مسبوق وللمفارقة بدأت الحرب ضد العملة المصرية بعد أن وصلت ديون مصر الى رقم قياسي وطبعا لا ننسى قيام المجلس الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة لأرقام قياسية.
2-محاولات الولايات المتحدة زرع داعش في سيناء لم تأتي من عبث والحرب في السودان لا قتال على شيء سوى للضغط على مصر من جهة ولاعادة داعش الى سيناء من جهة أخرى وخاصة بعد أن أصبح ارسال المقاتلين من ليبيا الى مصر أكثر صعوبة في ظل خسارة حلفاء وأدوات واشنطن في طرابلس للسيطرة وتحول الحرب من هجوم الى دفاع بفضل قوات الجيش الوطني الليبي.
3- قيام الاحتلال الاسرائيلي حاليا ولأول مرة في الحروب مع غزة بتدمير الأبنية بسكانها دون إنذار سابق كما كان يحدث سابقا حين كان طائرة مسيرة تقوم بضربة صغيرة على البناء قبل تدميره بساعات فالحرب حاليا تشبه تماماً ما حدث في جنوب لبنان ليست سوى حرب لتهجير المدنيين عبر ارتكاب المجازر عن سابق إصرار وتصميم.
4-دعوات صريحة و رسمية وأمام العالم أجمع للفلسطينيين بمغادرة غزة من قبل قيادة كيان الاحتلال الصهيوني و بموافقة الغرب .
5-مساء يوم أمس ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن رئيسي الولايات المتحدة والإمارات بحثا إمكانية فتح ممرات إنسانية في منطقة ما وصفه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفي تعليق له على الخبر تسائل المحلل السياسي والاقتصادي الروسي ألكسندر نازاروف على قناته على التلغرام " وما علاقة الإمارات بهذا الموضوع غير احتمال تمويل مخيمات اللاجئين في سيناء والضغط على الحكومة المصرية بمساعدة القروض أو عدمها؟ وأضاف الكاتب الروسي: لكن مسألة تمويل المعسكرات لن تثار على الأرجح إلا عندما تزول أية عقبات سياسية في اشارة منه الى أن ما ينتظر مصر ضغوط إقتصادية جديدة ونتائج على أرض المعركة في غزة.
6-حشد أكثر من 300 الف جندي اسرائيلي على حدود قطاع غزة وآلاف الدبابات والمدرعات بالتزامن مع وصول حاملات الطائرات الامريكية الى المتوسط بهدف منع تدخل أطراف ثالثة في القتال وهو ما يعني أن الاحتلال سيحشد كل شيء جنوباً ويقوم بعمل بري بحماية أمريكية.
7- أربع اتصالات بين نتنياهو وبايدن خلال أيام تشير الى أن من يقود المعركة هو الامريكي وليس الاسرائيلي وأكثر من ذلك فإن نتنياهو نفسه ربط الهجوم بوصول حاملات الطائرات وقال حرفيا (حاملات الطائرات تصل والذخيرة تصل ونحن ذهبنا للهجوم) .
8- ما أعلنه نتنياهو وقادته و بموافقة الدول الغربية هو ليس فقط حرب تهجير بالنار والدم بل هي حرب مياه وطعام ودواء وكهرباء ومثل هذه الحروب الهمجية وعبر التاريخ لم تشنها سوى الولايات المتحدة كما حدث ضد سورية ولا يتجرأ نتنياهو على شنها سوى بقرار أمريكي وتزامن ذلك مع بدأ قمع كل من يساند فلسطين في أوروبا لدرجة تجريم رفع العلم الفلسطيني في اشارة الى ان القادم مجازر دموية.
طبعا الحديث عن المؤشرات السياسية التي تؤكد أن الاحتلال كان يتجهز لحرب تهجير لأهالي غزة طويل ولكن هناك أمور أصبحت مؤكدة وهي أن جزء كبير من المعركة سيكون بشكل أساسي ضد مصر وربما الهدف إخراجها من بريكس وضرب التعاون المصري مع دول في بريكس فهي ليست فقط حرب على غزة بل حرب مباشرة على مصر وحرب لإحتكار المنطقة على النفوذ الأمريكي ومن هنا وجب على القوى في المنطقة وقبل اتخاذ قراراتهم قراءة موازين القوى فما يطرحه الكيان الصهيوني من شعارات لتنفيذها في غزة أمر مستحيل عسكرياً حتى بدون تدخل حزب الله أو سورية في المعركة فتنفيذ عملية برية صهيونية في غزة لتحقيق الأهداف الأمريكية هي إنتحار ويكفي فقط مقارنة خط الجبهة في أوكرانيا والذي طوله أكثر الف كلم وخط الجبهة في غزة والذي بالكاد طوله 50 كلم فدخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة له كلفة هائلة علماً بأن غزة في اي لحظة ضعف لن تكون وحدها وتهجير الأهالي لن يضعف المقاومة بل سيقويها ويعطيها اليد الطولى لمقابلة عنف العدو بما يستحق.
وفي الختام نتمنى من الصهاينة العرب أن يكونوا يهوداً و كما قال اليهود لموسى اذهب أنت وربك وحارب ونحن نتبعك ليقولوا للامريكي اذهب أنت ونتنياهو وحارب وسنتبعك وليس لشيء فقط لكي لا يتكرر العار الذي لحق الموقف العربي عام 2006 حين أذهلت المقاومة العالم لان هناك شيء وحيد مؤكد وهو إنتصار المقاومة ولكم في الحروب التي حدثت عبرة.