أخبار سوريا - جهينة نيوز - سورية : الإمبراطورية الأمريكية دمرت نفسها ونهاية الحضارة الانجلوساكسونية قريبة جداً وبالأرقام

الإمبراطورية الأمريكية دمرت نفسها ونهاية الحضارة الانجلوساكسونية قريبة جداً وبالأرقام – ج5

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

خلقت الولايات المتحدة عالماً ليخدم مصالحها ولكن وصل الى نقطة بدأ بخنق الولايات المتحدة نفسها وتحدثنا عن التخلي القسري للولايات المتحدة عن الصناعة لصالح الصين بعد ترك الدولار دون غطاء ذهبي مرورا بفقدان الاحتكارات نتيجة عقوباتها على العالم وفقدان السيطرة على ممرات التجارة الدولية نتيجة ظهور ممرات جديدة.

جاءت كنتيجة لزرع الامريكي حالة عدم الاستقرار بالتزامن مع تراجع قدراتها البحرية والتحديات المطلوبة من الولايات المتحدة للبقاء كقوة عظمى نتيجة سياستها العسكرية الهجومية خلال العقود الماضية وعدم تحديث قواتها الاستراتيجية ومؤخرا بدأ الحديث عن وكالة تصنيف عالمية خارج السيطرة الامريكية أي بدء الفقدان الكلي لواشنطن على التأثير الاقتصادي قي العالم الى ابعد مستوى.

وخروج اليوان الرقمي اسوة باليوان الصيني الى العالم الخارجي وربما الروبل الرقمي ايضا الى خارج الحدود الروسية مسألة وقت فقط ويمكن ملاحظة التراجع الامريكي واثاره من خلال الاستغناء عن الدولار بين دول بريكس من خلال انهيار الدولار أمام الذهب بأرقام قياسية حيث تجاوزت اونصة الذهب مبلغ الـ 2350 دولار في حين كانت قبل حرب العقوبات الغربية ضد روسيا بـ 1600 دولار رغم ان معدل سعر الفائدة الذي وضعه الاحتياطي الفيدرالي 5.5% , وعليه فإن الضربات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة سياستها ليست سوى مقدمة لما هو قادم , فالأسوء لم يأتي بعد, ويبقى السؤال هل يمكن للولايات المتحدة أن تنقذ نفسها..؟.

طبعا لايزال هناك خيارات كالسيطرة على روسيا وبالتالي السيطرة على موارد القطب الشمالي وبحر قزوين وطبعا من فشل بالسيطرة على سورية لا يمكنه السيطرة على روسيا علماً بأن بوتين قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة أكد ان العالم غير جميل دون روسيا أي ان الهجوم على روسيا قد يحول الولايات المتحدة الى غبار, بينما هناك أيضا خيار الصراع مع الصين ومن المؤكد أن الخيار العسكري ضد الصين كذلك مستحيل كحال الصراع المباشر مع روسيا ويبقى خيار الحرب بالوكالة هو الطريق الوحيد (ومتاح في عدة ساحات) أو شن حرب على إيران ولاتزال تملك الولايات المتحدة أوراق كثيرة حول العالم وبإمكانها إشعال الحروب وازعاج خصومها ولكن ونسبة لما يحدث حاليا لا يوجد حروب خاطفة (لا في وكرانيا ولا في غزة ولا في اليمن ولا في اي ساحة محتملة) ونتيجة الحرب بالوكالة في سورية وأوكرانيا اعطت نتائج عكسية تماماً وحتى في ليبيا والساحل الافريقي الغربي, وعامل الزمن لايخدم الامربكي بل يخدم الصين ومع كل يوم تصبح الضريبة على الامريكي أكبر ومع كل حرب جديدة يضعف الامريكي ويقوى الصيني, فلا حرب يمكن ان تنقذ الامريكي سوى الحرب المباشرة مع روسيا او الصين أو إيران وجميع الحروب شبه مستحيلة وعليه فان العامل الداخلي هو أساسي أو عبر تقاسم النفوذ..؟ للتمكن الولايات المتحدة من البقاء في العالم الجديد الذي يتم بنائه.

تقاسم العالم

في حال تقاسم العالم لمناطق نفوذ بين قوتين يمكن إنقاذ الولايات المتحدة للتحول التدريجي وعدم الانهيار, ولكن هذا الأمر حاليا مستحيل فلا يوجد حلف وارسوا مقابل الناتو بل هناك عدة أقطاب عالميين غير متحالفين رسمياً, و لا يمكن تجاهل دور أي منهم, ففي العالم القادم هناك الصين و روسيا وجنوب افريقيا والبرازيل وكذلك الهند وبل حتى ايران اثبتت وجودها غرب اسيا وبالتالي أمر تقاسم العالم مستحيل فجميع هذه الاقطاب لها دورها في الانحسار الامريكي ولها مصالحها ولا يمكن لأي قوة منهم التفرد أو التحدث نيابة عن الباقين ولا يوجد اي تحالف عسكري بين هذه الدول ومن المستبعد جدا قيام مثل هذا التحالف , وبالتالي من المستحيل تقاسم العالم وتحويله الى معسكرين لان المعسكر المناهض للامريكي ليس قوة واحدة أو تحالف بل مجموعة أقطاب علماً بأنه حتى في حال تقاسم العالم انقاذ الامريكي صعب جداً.

اليد العاملة الرخيصة

لمنافسة العالم الخارجي وتفادي الإنهيار تحتاج الولايات المتحدة لخفض تكاليف اليد العاملة واسترداد الصناعة الى الداخل الامريكي, واستراتيجية فتح الحدود للمهاجرين الغير شرعيين الى الولايات المتحدة للحصول على عمالة رخيصة بدون تأمين لم ولن يحل المشكلة بل قد يسبب مشكلة في الداخل الامريكي وفعليا نسبة المشردين في الشوارع الامريكية بما فيها من الامريكيين وصلت الى ارقام قياسية غير مسبوقة تاريخياً وما يؤكد ان العمالة اللاتينية لا تحل مشاكل الامريكي هو أن الامريكي حاليا يتهم الصين بالقدرة الهائلة على الانتاج الصناعي ويطالبها بخفض انتاجها ولاسيما المتعلق بالطاقة الخضراء الصديقة للبيئة ليحمي شركة تسلا التي هي بدورها تنتج سياراتها في الصين, فنقل هذه الصناعة الى الولايات المتحدة سيدمرها علماً بأنها تتراجع في الوضع الحالي بشكل متسارع, وحل مشكلة اليد العاملة امر مستحيل في الولايات المتحدة دون انهيار او تغير جذري في الحكم.

ديمقراطية الشرطي الجيد والشرطي السيء

غالبية الافلام الامريكية تظهر الشرطئ السئ القاتل والشرطئ الجيد العاطفي, حيث يمثلان أدوارهم أمام المتهم خلال التحقيق وهذا النموذج هو صورة الانتخابات الامريكية حيث يترشح للإنتخابات ممثلين عن 15 حزب ولكن لا يعرف العالم سوى عن الجمهوريين والديمقراطيين ولا يحصل أي حزب على أي صوت سوى هذين الحزبين وأيا تغير الرئيس أو الحزب فإن السياسة ثابتة لان أصحاب المجلس الإحتياطي الفيدرالي هو الحكام الحقيقين هم أصحاب شركة الولايات المتحدة الامريكية وما الرئيس سوى رئيس مجلس ادارة حاله كحال زعيم المجلس الاحتياطي الفيدرالي, فمن يكون خارج السلطة يحق له الحديث بمطالب الشارع ولكن حين يصل للسلطة عليه أن يصبح مسير لا مخير ومثال ذلك بيل كلينتون الذي دجن بمونيكا لوينسكي و ترامب الذي وصل الى السلطة ولم ينفذ اي شئ من برنامجه الانتخابي حاله كحال أوباما و بوش وغيرهم وعليه من المستحيل بمثل هذه الديمقراطية أن يصل الى السلطة شخص قادر على قيادة الولايات المتحدة الى الاصلاح حالها كحال العديد من الدول الأوروبية وبالتالي الإصلاح الداخلي كان وسيبقى أمر مستحيل وقد تنتهي الولايات المتحدة بحرب أهلية للحصول على تغير او تمرد الجيش في حال اعلن خصوم الولايات المتحدة تشكيل حلف عسكري, ولكن المؤكد وما أصبح ملموس أن الحضارة الأنجلوساكسونية بدأت رسمياً بالإنحدار وهو ما أكدته مؤخرا مؤسسة راند واضعة السياسة الامريكية ويبقى السؤال هل يطول الامر أكثر من خمس سنوات أم أقل فالإمور تسير بسرعة أكثر بكثير من المتوقع.

أخبار ذات صلة