شبح «المرحلة الانتقالية» يخيّم على «جنيف 2»..؟

الخميس, 12 كانون الأول 2013 الساعة 18:47 | مواقف واراء, كتبت رئيسة التحرير

شبح «المرحلة الانتقالية» يخيّم على «جنيف 2»..؟

جهينة نيوز- بقلم فاديا جبريل:

على الأرجح أن أطراف التآمر على سورية، بدءاً بالتحالف الصهيوأمريكي وتابعه الأوروبي، مروراً بمشيخات الذلّ والغدر والخيانة في الخليج الوهابي، وصولاً إلى العصابات التكفيرية وقطعان «المعارضة السورية الخارجية» وغلمانها الذين نشؤوا وتربوا في أحضان الاستخبارات الغربية، لم تدرك بعد أن الشعب السوري قد أسقط أقنعتهم وفضح نياتهم القذرة، وأنهم مهما تلطوا خلف المبادرات الكاذبة والادعاءات المزيفة باتوا بنظر السوريين أذلّ من حجر وأوهى من خيط العنكبوت.

فما كادت أصوات واستغاثات فلولهم المهزومة وجماعاتهم المندحرة المنتحرة في ريف دمشق وحلب واللاذقية تصل أصداء خساراتها وانهياراتها و«فراراتها التكتيكية» إلى أقبية المختبئين والمتوارين هلعاً في الرياض والدوحة وأنقرة، أو المذهولين من التحولات الميدانية السريعة لمصلحة الجيش العربي السوري في لندن وباريس وواشنطن، حتى بادرت تلك الأطراف إلى اجترار مبادرة الحل السلمي التي التفوا طويلاً عليها وناوروا حولها، ليعلنوا عبر قنواتهم السرية والعلنية الموافقة على عقد «جنيف2» مشروطاً بقبول سورية بما سمّوه «المرحلة الانتقالية»، فما هي هذه المرحلة التي يبدو أنهم يعوّلون أشياء كثيرة على معناها وبنودها؟!.

بداية لا بد من التذكير بأن الغرب الذي لا يملك في قاموسه شيئاً من مفردات الإنسانية أو حتى الاعتراف بأبسط حقوق الإنسان، ما كان له أن يتحدث عن حل سلمي، لو أنه استطاع تحقيق أهدافه الإستراتيجية المرسومة في سورية، وأهم هدفين هما تفكيك الجيش العربي السوري، واستبدال القيادة السورية بدمى على غرار الدمى الخليجية التي لا تتحرك إلا وفق خيوط وأصابع الـ«سي آي إيه» وأجهزتها وخططها وإملاءاتها.

نعلم جميعاً أنه ومنذ بدء الحرب على سورية كان الهدف الرئيسي لمراحلها المتعاقبة دفع الدولة ومؤسساتها إلى انهيار سريع عبر ضرب أسسها وركائزها، وقد رأينا كيف وضعت تلك الأسس والركائز في محرق الضغوط السياسية والعسكرية والإعلامية، حيث كان الاستهداف مركّزاً وبشكل كبير على مؤسسة الجيش ووحداته العسكرية وتشكيلاته المختلفة، فضلاً عن شخص السيد الرئيس والدائرة المقربة منه، سعياً لجرّ سورية إلى عين العاصفة، كما لمسنا بالدليل القاطع مراحل العدوان والمهل والإنذارات، وشهدنا من اسطنبول وباريس والدوحة إقرار الخطط ورسم آفاق المستقبل، بل جُهزت الدمى وتقاسم غلمان أوغلو وأردوغان وحمد بن جاسم وسعود الفيصل حصصهم في «مجلس اسطنبول» وتالياً «ائتلاف الدوحة»، وغاب عن أجندة العدوان ووعي وأذهان المخططين له ما يشير إلى احتمال صمود سورية، فكانت الصدمة الأولى وخيبة أمل حساباتهم الخاطئة إيذاناً بإعلان حرب مفتوحة مع سورية الدولة والشعب، ومحاولة إطالة عمر الصراع القسري في ظل الواقع الدولي الجديد.

نجزم أن الحسم الميداني للجيش وإرادة الشعب السوري الصلبة قد أحرقا تلك المراحل، وغيّرا إلى حدّ كبير صورة هذا الواقع وساهما في رسم ملامحه العامة، وقد بدأت تداعيات الأزمة السورية تنعكس على دول العدوان نفسها، ما استدعى توجهاً تكتيكياً إلى حل الأزمة سياسياً، والعمل في الوقت نفسه على دعم العصابات الإرهابية التكفيرية أملاً في تدعيم الأوراق التفاوضية لهذه الدول، والحصول بالسياسة على ما عجزت عن أخذه بالإرهاب.

وفي الآونة الأخيرة كثُرت تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين حول مؤتمر «جنيف 2» وضرورة الذهاب إلى الحل السلمي للأزمة، كل ذلك مقرون بشروط أقل ما يقال عنها أنها وقحة ومنافقة، منها القبول بنتائج «جنيف1»، وتسليم السلطة للمعارضة ضمن «مرحلة انتقالية»، وعدم ترشح الرئيس بشار الأسد في الانتخابات المقبلة، وتدويرها سعودياً في مبادرة «بندرية» نقلها إلى موسكو متضمنة الشروط السابقة، على أن يبقى الأسد رئيساً في المرحلة الانتقالية، وأن تناط صلاحيات الرئاسة بالحكومة الانتقالية المؤقتة، والضغط على الأسد لعدم إجراء انتخابات رئاسية في عام 2014.

وعلى هذا يمكن التساؤل: إذا كان الرئيس الأسد لا يحظى بشعبية في الشارع السوري كما يزعم إعلامهم المهزوز، فلماذا هذا الإصرار وإطلاق مبادرات عدم ترشحه للانتخابات القادمة، وأين الديمقراطية التي يتشدقون بنشرها في سورية ويعدون أتباعهم بتعميمها بعد إسقاط النظام، ولماذا هذا اللهاث المحموم خلف عبارة «الانتقال الديمقراطي للسلطة» التي أصبحت تثير الغثيان والقرف لشدة النفاق الغربي المتاجر بها؟!.

في التحليل والاستقراء الأولي، يبدو أن هذا الغرب المتغطرس الذي يصعب عليه الإقرار بالهزيمة، ينطلق في ترتيب الحل السياسي من وهم وتعريف خاطئ للمرحلة الانتقالية، فهي يراد لها أن تكون في التعريف الغربي إعلان هزيمة لسورية على طاولة المفاوضات، وكأنها لم تقاوم إرهابهم وجحافل مرتزقتهم، أو كأنها لا تملك من إرادة خوض المعارك العسكرية والسياسية شيئاً، فهل من المنطقي والمعقول بعد صمود أسطوري أذهل العالم أن يذهب السوريون لنقل السلطة وتسليم مفاتيح دمشق لصبيان بندر بن سلطان وغلمانه؟!.

الشيء المهم الذي لا يقرّ به الغرب المنافق والذي لا يمكن لغلمان السعودية أن يدركوه بعد ثلاثة أعوام من تضحيات الشعب السوري وجيشه الذي يسجل أكبر وأروع صفحات البطولة والانتصارات بأن السوريين وحدهم من يملك القرار وهم من يختارون قيادتهم ويرسمون آفاق مستقبلهم. والشيء الأهم هل يعي بندر وسادته في البيت الأبيض أن الشعب السوري يعرّف «المرحلة الانتقالية» أنها مرحلة الانتقال من اللااستقرار إلى الاستقرار، وباقي الأمور التي تشغل بال بندر وسواه سيقول فيها السوريون كلمتهم عند الانتخابات الرئاسية في 2014 كحق كفله لهم الدستور، وإن كنا من بلدان العالم الثالث التي تضع دائماً انتخاباتها في دائرة الشك وخاصة إن جاءت لمصلحة زعيم دولة لا يرضى عن سلوكه الغرب، إلا أن لا أحد يستطيع أن ينفي واقع أن هذا الزعيم أو ذلك القائد يلبي طموحات وآمال شعبه ما يجعله متمسكاً به كحال الكثير من زعماء العالم من كاسترو إلى شافيز وعبد الناصر وحافظ الأسد واليوم بشار الأسد، والذين يمثلون بحق صوت الشارع الحقيقي في بلدانهم أكثر بكثير من رموز وزعماء الانتخابات الغربية التي تدار بطريقة بهلوانية تضع الشعب أمام ممر إجباري في اختيار من رشح له، إذ من المستحيل وصول من لا يكون دوره مكملاً للدور الأمريكي في العالم وعضواً فاعلاً في منظمة الصهيونية العالمية. فهل يمكن لعاقل أن يصدق أن الفرنسيين لم يجدوا غير هولاند كمرشح لهم لينتخبوه وهم الذين يصفونه بأنه أغبى رئيس في العالم؟!.

ندرك أن الخلاف بين الأطراف الدولية والإقليمية حول تعريف «المرحلة الانتقالية» التي أثارت جدلاً كبيراً بعد «جنيف1»، عميق جداً، وسيرخي بظله على «جنيف2»، وأن شبحه يخيّم على التحضيرات الجارية حالياً، بيد أننا لن نختلف أبداً على أن سورية شعباً وجيشاً أعلنت كلمتها، وأكدت أن الرئيس بشار الأسد هو من سيقود المرحلة الانتقالية ولكن بالمفهوم السوري الذي وضع الأمانة بيد من وثق به لينقل سورية إلى بر الأمان وكان خير حافظ للأمانة، لأنه عندما تكون الخيارات المصيرية لأي نظام سياسي مبنية على الحقد والثأر الشخصي والتبعية فلا بد لهذه السياسة أن تدفن صاحبها كحال عربان النفط، وعندما تكون مبنية على أقصى درجات المسؤولية في الحفاظ على استقلالية القرار كحال سورية منارة الشرق فلابد لنا أن ندرك الفرق.

عن صحيفة تشرين

أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 شبيح مغربي
    12/12/2013
    22:18
    عريس جنيف داهية ومعلم
    الجيش الدبلوماسي السوري لا تعوزه الحنكة والشراسة والصلابة عن مكمله حماة الديار.... هذه حقيقة أقر بها المهرج جون كيري عندما تخوف على مساطيل اعتلاف الأجلاف.... من الداهية صاحب الإبتسامة الفتاكة وليد المعلم.... إنهم في ورطة حقيقية لأن نجاحهم يتطلب زعزعة الأسد عن العرين.... وكانوا صادقين عندما أسموه الهدف الذهبي.... وفعلا حماه الله ذهبي ونص وعملاق.... إذن مرادهم الخبيث لم يتحقق فبأي وجه سيقابل ثوار الحيض واللواط ونكاح المحارم السفلة الشعب السوري؟؟؟.
  2. 2 سوري مستغرب
    13/12/2013
    19:07
    أجدت الوصف استاذة فاديا وشكرا
    لكن لي وجهة نظر لماذا لا يكون موقعكم تفاعلي وفاعل أي ما يناقشه الأخوة القراء ينتقل للقيادة عبركم مثلا يطرح موضوع جنبف 2 للاستفتاء الشعبي والشعب يقرر من سيحضر من الدول ومن لا يحضر كالسعودية وقطر ومن ساهم بسفك الدم ونحن من يحدد متى سيعقد ونعطي فرصة لجيشنا البطل بتطهير الأرض ولا نقبل باي شروط مسبقة تخص رئيسنا لاننا نحن من يقرر فلذلك كثير من النقاشات في موقعكم الكريم تبقى طي الأوراق الالكترونية ولا تحقق الفائدة المرجوة وشكرا
  3. 3 محمد كردي
    20/12/2013
    06:43
    الله يحمي سوريا وقائدها وشعبها
    سوريا للسوريين الشرفاء بكل فئاتهم وأديانهم وستنتصر على كل منحط يسافل وكل إنسان مجرد من أنسانيته بحكمة قائدها وعقيدة جيشها وإرادة شعبها وإيمانه الراسخ بقضيته .كردي سوري وليمت السفلة والكلاب والغربان التي ستنعق على حماقتها مادامت الحياة قائمة

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا