جهينة نيوز- خاص
ليس غريباً في زمن النصر السوري الجديد أن نرى سيمفونيةً من هنا ونسمع سيمفونيةً من هناك تترنّم بحُسنِ الأداء الحكومي وتدّعيه، لا سيما وأن موعد جرد مواسم الحصاد الحكومي خلال السنوات السابقة قد حان أو اقترب أن يحين بعد أن تناثرت أنباء متنوعة المصادر عن أن حملةً لا هوادة فيها ضد الفساد هي قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق، استكمالاً لفصول الانتصارات التي تحققت على الأرض واستعادت الحرية الحقيقية للشعب.
ولا يعنينا كثيراً من القائل قبل أيام في إحدى حلقات الفضائية السورية الإعلامية المخصصة للمواطن إنه "لا فساد لدينا في المؤسسات، بل هنالك بعض الفاسدين من الأشخاص"...!...لكن ما يعنينا هو أن القائل هو أحد أعضاء الحكومة، يجتمع بها بشكل شبه يومي وينطق باسمها في كل الأحوال، لكن ذلك لا يؤهله ليكون الأدرى في هذا المجال، كما لا يعطيه الحق للاعتقاد بأن توصيفه السابق لحالة الفساد لدينا، إنما سيرضي من أطلق كل النداءات والمساعي للإصلاح ومحاسبة المؤسسات الفاسدة، بما فيها من أشخاص فاسدين.
يعرف قائل العبارة السابقة على أثير الفضائية السورية أن مخالفات أحدهم في مؤسسة ما لا تنتهي إلا بعد أن يكون قد هيّأ البديل المنسوخ طبق الأصل له وعنه...أما إذا عاجلته القضية قبل تحضير البديل فثمة من يقوم بتلك المهمة عنه...وعنه تؤخذ كل الأفكار ويُستكمل النهج وتستمر مسيرتهم جميعاً في المؤسسة، كلِّ المؤسسة التي تنتقل معهم من حالة البعض إلى حالة الكل، وبالتالي فما هو تعريف المؤسسة سوى أنها مجتمع أشخاص يديره بعضهم، فكيف إن كان هؤلاء فاسدين، وماذا بوسعنا أن نسمي حالة الفساد تلك؟ وهل يمكن تبرئة المؤسسة؟
لعل ذلك يذكِّرنا بما عُرِض في مسرح "كل مين إيدو إلو" في ستينات القرن الماضي حين اعترض أحد زبائن مطعم المسرحية على عدم نظافة الحساء المقدَّم له، فأجابه النادل "إن الشوربة نظيفة، لكن الصحن وسخ"...!...فهل هذا ما أراد ضيف الفضائية الحكومي أن يُضحكنا به من جديد؟!
يعرف ضيف الفضائية أنه منذ سنوات لا يذهب مسؤول في مؤسساتنا قبل أن يُأتى بمثله، كما يعرف أنه لا تنتهي صلاحية مدير في جل تلك المؤسسات إلا ويأتي من لا يعدو كونه رذاذاً من آثار عطسه وحبلاً من حبال صوته وقرناً من قرون استشعاره للوضع، وناباً من أنياب نهشه للمصلحة العامة، وذلك في إطارٍ يسمّونه "مؤسساتياً"!...لذا وجب التنويه وتسليط الضوء على من لا زال يعتقد أنه في عتمة بعض مؤسساتنا، ولا أحد يراه، أو يظن أنه تحصّن بحصانة المعزولين المنتهية أدوارهم في قاعة رحيلٍ فاخرة الأثاث...
رحم الله السالف والتالف من الأيام القديمة التي كنا نعيشها، ولو أنها زمنياً لا يجب أن تتخذ صفة "القديمة" لأنها على بُعد مرمى حجر عن أيامنا "الجديدة" والتي لا يهنأ فيها المواطن بنوم ليلٍ ليستيقظ كالمذعور على عجلٍ من كابوس فجرٍ بات يؤرّق الجميع... وماذا لو استيقظ المواطن على إجراءات حكومتنا العتيدة؟! هل سيسكت على تأشيرة عدّاد الاقتصاد وتكشيرة القابضين عليه؟!...ثم هل سيرضخ –بعد الاستيقاظ- لعدّاد المازوت والبنزين والكهرباء والتكسي والماء والدواء والشفاء والغذاء والكساء والبيع والشراء والترميم ومستلزمات الصيف وبعده الشتاء وكمّ هائل من العدّادات الأخرى التي سيقوم هذا المواطن بإصلاحها ليسترجع نومه الهانئ وأيامه القديمة؟! ففي حالة فساد المؤسسات –ومن ضمنها فساد بعض الأشخاص- لا أحد يرى ولا أحد يسمع من حكومة أصحاب القرار، سواء كان الحبل على الغارب أو كان على الجرّار...وما علينا جميعاً كمواطنين سوى الاجترار لنحيا على لائحة الانتظار!
لقد كان القطاعان الحكومي والشعبي ينتظران ترنيمة لا تسبّب "تنميل الجسد"، بل تنعشه بإجراءات تضبط التزام الحكوميين بعملهم بوجود مشروع إصلاحي حقيقي يواجه ما جرى من عمليات فساد "معوْلمة" ثم ما يجري من عمليات فساد "مجوْقلة"!...عندها سنبصم جميعاً لضيف الفضائية على تلك الترنيمة الإبداعية ونطالب بعدم إعفائه من مهامه!
20:22
16:48
16:55
17:06
17:15
17:18
17:20
01:45
01:46
07:41
07:45
07:52
08:26
10:39
08:22
08:27
11:39
11:50
22:07
23:35
08:39
15:37
15:56
18:19
05:22
08:40