خاص جهينة نيوز
ما أن أعلن وزير الدفاع الروسي بأن لا عملية عسكرية في إدلب و سيتم عرض الخطة على السلطات السورية في الساعات القادمة حتى سارع العدو الصهيوني و معه دول أوروبية متواطئة الى شن عدوان على مدينة اللاذقية هو الأكبر من نوعه بالنسبة للإعتداءات الصهيونية و هو ما يشير الى أن الصهاينة ربما يهتمون لأمر الإرهابيين في إدلب أكثر مما كانوا يهتمون لأمرهم في القنيطرة و درعا, أو أن نتنياهو يهتم لأمن تركيا أكثر مما يهتم لأمن مستعمراته, أو ربما أن الصهيوني شن غارة كعادته نيابة عن القوات الامريكية في رسالة مفادها بأن أمريكا غير راضية عن الاتفاق و المفارقة المضحكة هي أن تنسيقيات المسلحين الذين سيسلمون سلاحهم و سيغادرون مدن كبرى في إدلب سارعوا للترحيب بالمبادرة على أنها إنتصار لهم على الدولة السورية و أكثر من ذلك أصدر ما يسمى الجيش الحر بيان من يقرأه يعتقد ان التسوية ستنتهي بتسليم إدلب لتركيا و ليست مرحلة إنتقالية لدخول الدولة السورية الى المحافظة إسوة بباقي المناطق التي جرت فيها تسويات مشابهة.
و بحسب ما قال الرئيس الروسي فإن الإتفاق يقضي بإنشاء منطقة معزولة السلاح بعرض من 15 الى 20 كلم (في وصف لعملية سحب الاسلحة الثقيلة و المتوسطة من الارهابيين في المنطقة المذكورة التي سيتم نزع سلاحها كي لا ينزعه منهم الجيش السوري بالقوة) و أشار الرئيس الروسي إلى أن العملية ستؤدي الى عودة طريق حلب اللاذقية الى الحياة, و سيتم نشر شرطة عسكرية روسية و تركية في المنطقة أي على غرار المناطق التي حدثت بها تسويات سابقة مع فارق وحيد هو أن الشرطة العسكرية الروسية سترافقها شرطة عسكرية تركية ربما لتأمين القوات الروسية فقط, و سيتم إخلاء المنطقة المذكورة من السلاح خلال أقل من شهر أي ضمن جدول زمني يستمر حتى الـ 15 من الشهر القادم, في حين لم يوضح الرئيس الروسي طبيعه المرحلة الثانية من عملية إخلاء إدلب من الإرهابيين ولا مصيرهم و بشكل خاص الأجانب منهم المتواجدين في قسم كبير ضمن المنطقة التي سيتم إخلائها من السلاح الثقيل. قاعدة حميميم إستبقت البيان الروسي التركي بالحديث عن تحرير غالبية محافظة إدلب من الإرهابيين قبل نهاية العام مع إحتمال بقاء جيب صغير يشبه جيب داعش الذي بقي جنوب دير الزور بعد أن وصل الجيش السوري الى الحدود العراقية و تم تحريره لاحقاً من قبل القوات السورية و هو ما يشير الى أن الاتفاق لا يشمل فقط 15 كيلومتر بل يشمل غالبية محافظة إدلب, و كانت تقارير سابقة تحدثت عن خطة تركيا لترحيل الاجانب من إدلب الى الأماكن التي قدموا منها او مناطق أخرى, فيما لا يزال مصيرهم مجهول وفق الاتفاق و هل سيتم ترحيلهم أم تجميعهم من جديد في مكان جغرافي صغير ضمن محافظة إدلب.
هذا و أفادت مصادر لجهينة نيوز بأن الخطة تقضي أيضاً بأن يقوم مسلحون من فصائل محددة بقتال الإرهابيين الاجانب تمهيداً لإخلاء إدلب من جميع من يرفض التسوية مع الدولة السورية. و بإنتظار باقي تفاصيل التسوية فإنه و بالتزامن مع الإتفاق الذي من المفترض أن ينهي وجود الإرهابيين في محافظة إدلب يمكن إستذكار موقف تركيا من الحرب الروسية على الارهاب في سورية حيث سابقاً و مطلع الدعم الروسي لسورية أسقطت تركيا طائرة روسية و أتهمت روسيا بقتل المدنيين شرق حلب و إعترضت طائرة مدنية روسية في الأجواء التركية بينما اليوم أصبح هناك تركيا ثانية تختلف عن سابقتها حيث وصفت تركيا من كانوا بالأمس ثوار في حلب بالإرهابيين و أصدرت قرار رئاسي بإعتبار جبهة النصرة تنظيم إرهابي وصولاً لمساعدة روسيا على إخلاء إدلب من الإرهابيين .
و عليه لا يمكن تشبيه زيارة أردوغان الى سوتشي الا بزيارة سعد الحريري الى سورية عام 2009 على إثر جدولة إنسحاب القوات الامريكية من العراق و ذلك بعد أن كان سعد الحريري و لخمس سنوات يهاجم سورية ثلاث مرات في اليوم , و اليوم يتكرر الامر مع أردوغان الذي كان يعتبر الارهابيون الشيشان و الطاجيك و الايغور ثوار سورية الآن و رغماً عنه سيكون شريك في القضاء على الارهاب و على من دربهم و من سلحهم و بغض النظر عن تفاصيل الإتفاق فإن أردوغان وقع على قطع رؤوس الإرهابيين الذين دربهم, و كما لم يستفيد الحريري من العودة الى دائرة العداء لسورية فإن الثمن الذي سيدفعه أردوغان أكبر بكثير في حال لم يلتزم بهذا الإتفاق و خصوصاً أن سورية بدأت تستعيد المبادرة و خصوصاً أن الإتفاق الروسي التركي هذه المرة مرتبط بجدول زمني.
06:18
17:56
22:33
00:53