خاص جهينة نيوز
من المعروف أن ماهو معلناً من الناحية السياسية لا يؤشر بطبيعة الحال عما يدور في كواليس الصراعات ,فالغارة الإسرائيلية على معمل الألومنيوم في اللاذقية و إن كان يبدو حصولها بقرار إسرائيلي إلا أنها جاءت بأمر أمريكي , إذ ليس في تلك الغارة مصلحة صهيونية تماما كما لم يكن العدوان على لبنان عام 2006 مصلحة إسرائيلية صرفة بل كان قرارا أمريكيا دفعت فيه إسرائيل ثمنا باهظا, مع التأكيد في أن الغارة الإٍسرائيلية على معمل الألومنيوم ربما لم تكن لتنجح لولا المساندة الصاروخية من سفينة حربية فرنسية , ولولا الدعم الجوي و الإلكتروني من عدة دول في الناتو,الأمر الذي يؤكد أن الرد الروسي لا يستهدف العدو الصهيوني فحسب بل و من يقف خلفه.
الرد الروسي بتزويد سورية بمنظومة اس-300 و إن كان في ظاهره يترجم الغضب الروسي من سقوط الطائرة اليوشن-20 و لكن في باطنه يعكس غضبا من نكث الامريكي لوعوده بالخروج من التنف و التنصل من اتفاقات سابقة مع روسيا حول سورية و سيادتها و وحدتها,أوصل الأمور الى سقوط الطائرة الروسية, و قبل عام بالتحديد أدى الى مقتل كبير المستشارين الروس في سورية و في الذكرى السنوية الأولى لمقتل كبير المستشارين الروس في سورية يتم الإعلان عن تزويد سورية بمنظومة اس-300 و كما قتلت أمريكا من هم قادة الحرب على داعش في دير الزور من سوريا و روسيا و ايران بهدف منع الجيش السوري من الوصول إلى حدود العراق دون أن تتمكن من منع وصوله اليوم تكرر حماقتها في تعمد إسقاط الطائرة الروسية كرد غربي أول على الاتفاق التركي - الروسي حول إدلب الذي يفضي بطبيعة الحال دخول الجيش السوري إليها .
إذا ماذا سيستفيد الغرب من سقوط الطائرة إيلوشن كما ماذا استفاد من الغارات على سورية بشقيها "الناتو و الصهيونية" و يضاف اليهم هجمات داعش و آخرها على السويداء..؟ سوى أنه أثبت للروس أن الحوار مع ثلة من المجانيين أسهل بكثير من الحوار مع الغرب غير القادر على تقدير العواقب, و غير القادر على فهم المعادلات الجديدة , هذا الغرب الذي لم يدرك معنى عرض بوتين لأسلحته الجديدة و قد لا يفهم اليوم كلام سيرغي شويغو بعد أعلانه عن توريد اس-300 الى سورية و تكرار كلام بوتين حول نية موسكو تبريد الرؤوس الحامية.
فلو أن الغرب أوقف الحرب على سورية منذ تحرير تدمر من داعش بعد تحرير حلب عوضاً عن إستهداف مطار الشعيرات هل كان من الممكن أن يتم تحديث منظومة الدفاع الجوي السوري ..؟ و صولاً الى إفشال عدوان ثلاثي على سورية..؟ و لو أن الغرب فهم الرسالة مسبقاً هل كانت سورية ستحصل على اس-300 و هل سيفهم الغرب الآن أن كل السلاح الذي يرعبه و يغير موازين القوى في الشرق الأوسط لدرجة تجعل (إسرائيل) تتحدث عن تهديد مصيري عبارة عن سلاح قديم و حتى الآن لم يتم الحديث عن اس-400 و سو-30 اس ام و ميغ 31 و صواريخ جو-جو , فضلا عن الأسلحة الأكثر حداثة وصولاً الى سو-35 و الصواريخ عالية الدقة, و لم يتم الحديث عن تسليح إيران مثلاً و غيرها, و من الواضح أن الروسي فقد الأمل من الغرب و هو ما دفع شويغو للتلويح بالرد مجدداً على حماقات الغرب بخطوات جديدة بناء على مقتضيات الوضع الراهن.
اليوم روسيا أعلنت عن ارسال دفاع جوي الى سورية لردع الغارات الصهيونية و لكن لهذا السلاح إستعمالات متعددة, فهذا السلاح بغض النظر عن قيمته العسكرية على مستوى المنطقة و النتائج التي ستترتب على وصوله الى سورية مستقبلاً و لكنه في الوقت الحاضر كاف لتغطية القوات التي قد تحرير إدلب بالقوة في حال أراد الأمريكي فهم الاتفاق الروسي التركي على مزاجه, و هذا السلاح قادر على منح القوات السورية غطاء لمطادرة داعش في محيط التنف مثلاً, و أكثر من ذلك هذا السلاح قادر على تحويل شمال سورية الى جحيم لقوات الاحتلال لاحقاً , و هذا السلاح إن لم يكن كفيل بطي صفحة تمثيليات الكيماوي فالرد سيكون على مقتضى الوضع الراهن , لان المعلن عن هذا السلاح أنه لوقف حماقات أدوات الناتو و ليس الناتو نفسه, و يبقى في رسالته الأهم أنه مع كل يوم تستمر الحرب على سورية فهذا يعني أن سورية ستصبح أقوى من اليوم الذي سبقه, و من لا يريد القبول بوضع المنطقة الراهن عليه تحمل نتائج التغيرات التي قد تحدث في المنطقة, و من يريد الإنقلاب على الاتفاقات الدولية على مستوى سورية و المنطقة عليه تحمل مسؤولية أي إتفاقات جديدة تفرضها موازين القوى
20:15
14:24
11:09
22:43
03:33
06:47
10:59
17:26
06:43
21:21
21:42
11:27
11:34
19:33
04:43
10:11
04:53
21:52