خاص جهينة نيوز
لا يخفى على أحد أن هناك حملات إعلامية مبرمجة لخدمة المصالح الغربية و هي قديمة و ليس جديدة و لكن الحرب على سورية بعد فشلها فضحت الغرب الى حد كبير جداً لان الغرب لم ينتصر ليكمل ما بدأه و يرسم التاريخ كما يحلو له و جاءت مؤخراً قضية مقتل خاشقجي لتعيد طرح الأسئلة حول الحروب الاعلامية مجدداً, و قبلها قضية سالزبيري و كيماوي دوما و غيرها من الحملات الإعلامية التي شنها الغرب الذي يتجاهل مذابح كبرى في اليمن و مذابح في قطاع غزة.
هل إعلام دول الناتو ينقل أخبار مسؤوليه أم يوزع لهم الأدوار و المسؤولين فهم أدوات الإعلام , كيف تتزامن تصريحات وزراء الخارجية و الرؤوساء و المنظمات الشعبية و الغير شعبية فجأة في قضية واحدة..؟ كيف يتم توزيع الأدوار و من يوزع الأدوار..؟ لدرجة يصبح المسؤول يصرح كل يوم قبل و بعد الطعام بشكل مبرمج..؟
كان من الممكن لقضية خاشقجي أن تمر مرور الكرام لو لم يكن مخطط لها مسبقاً و بأخبار في الصفحات الداخلية للصحف و لكن فجأة تصبح نشرات الأخبار في غالبية أحداثها تتحدث عن خاشقجي (وليس مذابح إسرائيل في غزة) بما فيه بالدول المناهضة للأمريكي و التي و دون أن تدري تتحول الى شريك في حملات الغرب الإعلامية..؟ لأنه في الحملات المبرمجة يصبح الرؤساء و الوزراء و المسؤولين مجرد أدوات في خدمة هدف واحد, و يجد الاعلام المنافس للبروبغندا الاعلامية نفسه في خانة لا له مفر منها و يتحول الى شريك, حيث يمكن أن يتجاهل زوبعه الغرب الاعلامية ليوم او يومين و لكن الضخ السياسي في القضية يرغم كل وسائل الاعلام للتطرق لها.
قضية خاشقجي اليوم تشبه تماماً المرحلة التي مرت بها السعودية بعد الانقلاب الذي حدث في قطر من الابن على ابيه عام 1995 و ظهور قناة الجزيرة لاحقاً و إنتقال القوات الامريكية من السعودية الى قطر, و إنتشار الإرهاب (السعودي) في السعودية نفسها و بدء الضخ الاعلامي ضد السعودية لتكون النتيجة رضوخ السعودية و دخولها الغير مشروط في الحروب الامريكية ضد أفغانستان و العراق و لاحقاُ التواطؤ ضد فلسطين و لبنان مع كيان الاحتلال الاسرائيلي, و اليوم السعودية تتعرض لضخ إعلامي بالتزامن مع نية ترامب الاعلان عن صفقة القرن و تشديد العقوبات على إيران و قد ظهرت أولى نتائج الضغط في قضية خاشقجي على السعودية و هي قيام السعودية بتصنيف قائد لواء القدس في إيران و الحرس الثوري الايراني ضمن المنظمات الارهابية و بالتالي بدء مرحلة اللاعودة في العلاقة السعودية الايرانية, فيما من المتوقع أن يكون كيان الاحتلال الاسرائيلي منقذ السعودية في حال قبلت بأن تعلن و تعترف فوق الطاولة عن ما يحدث تحتها و بشكل خاص التنسيق السعودي الصهيوني.
نعم قراءة سريعه لقضية خاشقجي و يمكن الاستنتاج أن كل شيء مدبر و لم تكن للتجرأ السعودية على قتل خاشقجي بدون مساعدة تركيا و بدون ضوء أخضر أمريكي, و بغض النظر اذا كان نظام ال سعود تعرض لخديعه أم شارك في الخديعه و لكن حين يبدأ الغرب بشن حرب إعلامية من المؤكد أن القضية ليست أخلاقية لنظم لا أخلاق لها في سياسة المصالح, و ليست كذلك اسباب أنسانية لنظم إرتكب مجازر بشعه في العراق و أفغانستان و سورية و منذ عشرات السنوات تمول المجازر في فلسطين و قبلها دعمت التمييز العنصري في جنوب إفريقيا و قصفت فيتام و لاووس بمعدل طن متفجرات لكل مواطن, و تدعم العدوان على اليمن و تمول داعش و الارهاب و غيرها, و كذلك ليست أسباب قانونية لنظم مزقت القوانين الدولية و الشرعية الدولية و نشرت الفوضى في العالم, بل هي تحضير لمشروع جديد يخدم مصالحها و كل السياسيين في الناتو بما فيهم اردوغان و زعماء آوروبا ليسوا سوى بيادق في هذا المشروع يؤدون أدوارهم.
و لكن يبقى السؤال كيف يفعلونها و يجعلوننا منفعلين وليس فاعلين, فلربما قضية خاشقجي تختلف عن الكثير من القضايا, فالقتيل و القاتل و المتهم و المحقق و القاضي جميعهم من نفس الخندق و جميعهم في خانة الأعداء للبشرية و الإنسانية و لكن هذا الأمر لا يعني أننا لن نتأثر بنتائج هذه الهجمة الإعلامية و لا يبرر أن لا نشارك في المعركة من مصالحنا و كما يؤدلجون كل شيء وجب أدلجة المعركة, و جب أن لا يمر خبر عن خاشقجي دون التذكير باليمن و فلسطين و نفاق الغرب في اليمن و فلسطين, و جب أن لا يمر خبر و نقول فيه حلفاء الخندق يتقاتلون و الامريكي تخلى عن حلفائه رغم كل ما أنفقوه.
16:37