خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم أمس و خطابه اليوم يوحي بأن هناك مؤامرة تطبخ للأشقاء في مصر , علماً بأن المؤامرة أصلاً قائمة في شبه جزيرة سيناء ضد مصر و فلسطين و ضد الشعبين الفلسطيني و المصري و جميعنا ندرك بأن خلف داعش الموجود في سيناء (امريكا و السعودية و كيان الاحتلال الاسرائيلي) و نحن نملك الجرأة لأن نقول أن داعش صاحب الفكر الوهابي صنيعة المخابرات الأمريكية و فكره السلفي من فكر شيوخ آل سعود المعلن و المطبوع في كتب متداولة في مصر, و لكن كلام الرئيس المصري اليوم و الذي فيه إساءة للشعب السوري يستحق الوقوف عنده و الرد عليه لأجل مصر قبل سورية.
يوم أمس حذر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من ارتكاب "انتحار قومي" و قال الرئيس المصري " "أن الشعوب التي تسعى إلى التغيير لا تدرك الفراغ الذى سينتج عن ذلك ويعج بالأشرار"، موضحا: "الحكاية أنهم أرادوا التغيير بس ماكنوش يعرفوا إنه لما بيغيروا بيعملوا فراغ ضخم وكبير.. هذا الفراغ ده لا يملأ إلا بالأشرار حتى لو كان الحكام اللي قبل كدا مش جيدين ..أيوه.. محدش هيقول لكم الكلام ده خالص.. أوعوا من الشعارات والكلام المعسول الذي يفضي بكم إلى الضياع" و هذا الكلام شيئا ما جيد و إن كان مبهم في التفاصيل, و لكن الرئيس المصري لم يشير الى سبب هذا الكلام علماً بأن مصر كانت ثاني ضحايا الربيع العربي و مثل هذا التحذير يعني أن مصر تلمس مؤامرة جديدة ضدها و هو ما تأكد اليوم عبر تكرار الرئيس المصري التحذيرات و لكن بطريقة مختلفة حيث وصل الأمر الى إتهام الشعب السوري بتدمير سورية متجاهلاً أن النظام المصري السابق كان مشاركاً في إرسال الإرهابيين الى سورية, و من القاهرة طلب قادة عرب من الغرب قصف سورية كما طلبوا قبلها قصف ليبيا, و متجاهلاً حقيقة أن ما يحدث في سورية هي حرب تستهدف الشعب السوري قبل الدولة كما حدث في ليبيا ولاتزال مصر نفسها تدفع الثمن ما حدث في ليبيا, و عليه وجب تقديم نصائح الى الحكومة المصرية بدون أن تطلب منا النصيحة و خصوصاً أن الرئيس المصري قال أنه لن يعمّر سورية دون أن يطلب منه أحد الإعمار و ذلك عبر توضيح النقاط التالية:
1- في مصر حين نزل الشعب الى الشارع و إستغل الاخوان المسلمون الفرصة كان هناك حراك شعبي حقيقي و لكن في سورية ولاتزال الفيديوهات و الصور على الأنترنيت حين خرج 40 الف معارض (يحركهم تنظيم القاعدة و شعاراتهم طائفية) نزل الى الشوارع ملايين السوريين المؤيدين للرئيس الدكتور بشار الأسد و كان الأفضل للرئيس المصري أن يكشف لهم حقائق الكذب الاعلامي و يقول لهم أن قناة الجزيرة نشرت صور من جنازة عبد الناصر زعمت انها مضاهرات ضد الرئيس الأسد.
2- كان الأجدى من تحذيرات لا تؤتي أكلها يطرحها الرئيس السيسي أن يعرض الإعلام المصري نماذج عن المؤامرات و الكذب الإعلامي الذي إستهدف الشعب السوري و الليبي لتدمير سورية عوضاً عن إتهام سورية و لدى الإعلام السوري آلاف من الجرائم الكاملة و الموثقة و نعطي مثالاً عن جريمة مكتملة للرئيس المصري و موادها متوفرة بالفيديو على الانترنيت و هي جريمة مقتل 80 شرطي سوري في جسر الشغور, حيث قامت عصابات تنظيم القاعدة بقتلهم و نشر الفيديو على الانترنيت و لكن وسائل الإعلام (الجزيرة و العربية و الاعلام الغربي) بما فيها المصرية حينها عرضت صور المجرمين دون صوت و إتهمت الجيش السوري بقتل الشرطة و في ذات نشرات الأخبار قالت هناك تخوف من دخول الجيش الى المدينة (الجيش المتهم بقتلهم في المدينة و لم يدخل بعد) و ثم دخل الجيش و قبض على المجرمين و حقق معهم على الاعلام و ظهرت صور من قتل بعد القبض عليه و حين دخل الجيش كان معه أكثر من مئة وسيلة إعلامية و كشفوا عن المقابر الجماعية و رغم ذلك استمر الكذب و حتى اليوم الكذب الاعلامي قائم في ذات القضية, و مثل هذا المثال المتوفر بالفيديو و الوثائق أفضل للرئيس المصري لأن يستعمله ليكشب لشعب مصر كيف تعرضت سورية للمؤامرة حين يقتل السوري و يتهم السوري و يرفضون الحقيقة ليوضح للناس طريقة المؤامرة كي لا يقع العرب في فخ الغرب.
3- كان الأفضل للرئيس المصري أن يكشف عن مصادر تسليح داعش في سيناء و مصادر آلياته و خصوصاً أن شركة تويوتا نفسها كشف مصدر سيارات تويوتا داعش فلماذا الخوف من السعودية و من الامريكي, حتى هيلاري كلنتون إعترفت بأن واشنطن صنعت داعش الذي يهاجم الجيش المصري في سيناء.
4- جزء كبير من الارهابيين في سيناء و سلاحهم قادم من ليبيا التي كانت جنة المواطن قبل مؤامرة سبع متظاهرين في بنغازي و اربع متظاهرين في الدوحة و التي بسببها تدمرت ليبيا ولاتزال تعاني الويلات و تعاني معها مصر و تونس و الجزائر, و هذا المثال واضح للعيان و كفيل بتحذير الشعب من تنظيمات غير حكومية قد تقم بمؤامرات ضد الشعب.
5- بإستثناء جماعه الإخوان الشياطين غالبية الشعب المصري يدرك أن الربيع العربي كان مؤامرة على العرب و على فلسطين و ليسوا بحاجة الى توعية و لكنهم بحاجة الى أن يكشف لهم كيف كانت تفاصيل هذه المؤامرة ليتحصنوا و إذا كانت مصر مستهدفة فالأجدى أن تكشف وسائل المؤامرة و طرق الكذب الاعلامي, لأن إعتبار تدمير سورية من قبل الناتو و المال الخليجي و تنظيم القاعدة و الاخوان الشياطين على أنه حرب سورية-سورية فهذا يعني أن السيسي لا يحمي نفسه من أي خطر بل يشارك في المؤامرة المفترضة على مصر و على حكومته.
و في الختام نتأسف أن يصدر مثل هذا التصريح من الرئيس المصري و خصوصاً أن سورية التي لازالت تدفع ثمن وقف السادات للحرب عام 1973 دون إعلام سورية و تركها في الحرب وحيدة تحصل على الدعم من كوبا و كوريا عوضاً عن شقيقتها لم تتخلى عن مصر و قدمت لها القمح حين تآمر الأمريكي على مصر (مصر التي كانت تطعم العالم قمح قبل السادات) ولا يزال الاعلام السوري يصف ضحايا الجيش المصري في سيناء بالشهداء لأنهم شهداء و لم نقول أن ما يحدث في سيناء خلاف مصري مصري و لم نقل أن المصريين يتآمرون على فلسطين في سيناء بل قلنا ولا نزال نقول في سيناء حرب بين داعش الصهيوني الوهابي و بين الجيش المصري بطل حرب تشرين.
03:41
04:19
23:24
04:49
01:57
02:24
05:57
20:02
02:05