خاص جهينة نيوز
ما أن اعلنت تركيا مؤخراً نيتها مهاجمة شمال سورية (للمرة الألف خلال سبع اعوام) بمزاعم القضاء على التنظيمات التي شكلها حليفها الأمريكي شمال سورية حتى ارسل الاحتلال الامريكي قافلة تعزيزات بمزاعم الدفاع عن ميليشياته شمال سورية ليتحول وعد ترامب الانتخابي بسحب القوات من سوريا الى تعزيزها, و للمفارقة فان تعزيز الميليشيات شمال سورية بقوات و عتاد امريكي جاء بالتزامن مع مفاوضات مع تركيا لانشاء غرفة عمليات مشتركة تشرف على هجوم الجيش التركي المفترض على الاكراد, مع الاخذ بعين الاعتبار بأنه لافرق لدى واشنطن بين النظام التركي و ميليشيات قسد و كلاهما ينفذ التعليمات الامريكية بحذافيرها, و لكن طبيعة توزيع الادوار على الطريقة الامريكية تظهر أدوات واشنطن على انهم متخاصمون على مبدأ جمهوري ديمقراطي في الولايات المتحدة الامريكية, فحين وصل ترامب الى السلطة كانت السعودية من الجمهوريين و قطر من الديمقراطيين المغضوب عليهم و لكن الوضع الآن مقلوب حيث اصبحت قطر بفعل (الدفع) من الجمهوريين بينما السعودية ورغم الدفع (الذي لم يرض ترامب) اصبحت من الديمقراطيين و في شمال سورية يحدث ذات الشيء فتركيا تارة محسوبة على الجمهوريين و تارة على الديمقراطيين حالها كحال قسد و الثابت الوحيد أنه لا فرق بين نظام اردوغان و عصابات قسد سوى بتبادل الادوار.
المشهد الاجمالي يؤكد القلق الامريكي من مرحلة ما بعد تحرير إدلب و الامريكي امام خيارات مثل تعزيز القوات الامريكية لتصبح قوات احتلال عسكري رسمية أو استقدام قوات آوروبية الى الشمال السوري كي لا تتحمل واشنطن الكلفة البشرية أو قوات خليجية أو قوات تركية ليصبح الامريكي ليس اكثر من قائد يفاوض بدماء جنود ليسوا امريكيين, و تم الحديث عن قوات خليجية و لكن من الواضح أن هذا السيناريوا مستبعد بسبب العدوان على اليمن و فشل القوات الخليجية, و الخيار الثاني خيار استقدام قوات آوروبية و لكن يبدو أن آوروبا (باستثناء بريطانيا) غير جاهزة للذهاب لا الى سورية و لا الى الخليج و هو ما يجعل الجيش التركي البديل الوحيد لترامب لتنفيذ احتلال لشمال سورية بدون قوات امريكية على امل ان لا يرتكب خطيئة جورج بوش الذي احتل العراق و افغانستان بقوات امريكية لتصبح نقطة ضعف الولايات المتحدة الامريكية.
جديد الانباء هو وصول ست ضباط امريكيين الى تركيا كمقدمة لما يسمى إنشاء غرفة عمليات مشتركة لقيادة المعارك ضد الاكراد, و من غير المستبعد دخول جيش الاحتلال التركي الى شمال سورية , حيث أن أردوغان الذي إحتل و نهب عفرين بهدف ترحيل الاكراد الى مناطق سيطرة قسد ضمن سيناريو تغيير ديموغرافي بناء على التعليمات الامريكية جاهز لتقديم جنود الجيش التركي قرابين للسيد الامريكي, فمنذ سبع سنوات و نحن نسمع اردوغان يتحدث عن المنطقة الآمنة بعد كل هزيمة للارهاب و خلال كل مفاوضات تجري و دائماً الامريكي يحصد الفوائد من تصريحات أردوغان و كأن أردوغان ليس أكثر من جهاز راديو يتم تشغيله من وزارة الخارجية الامريكية.
و يبقى السؤال الى أين المنطقة الامنة المزعومة..؟ .. من المبكر التكهن بمشاريع واشنطن شمال سورية لان لكل فعل ردة فعل و لكن من المؤكد أن ترامب الذي انتقد خطأ جورج بوش التاريخي باحتلال افغانستان و العراق ها هو يستعد لارتكاب ما هو اشد فداحة بتراجعه عن قرار يقضي بسحب قوات بلاده الغير شرعية من سورية, ؟!
المصدر جهينة نيوز
23:29