جهينة نيوز-خاص
بـ "المبادرة الكريمة"، وصف مدير الآثار والمتاحف "محمد نظير عوض" قرار التاجر اللبناني "جواد عدرا" إعادة مجموعة مسروقة من الآثار السورية، في احتفال تسليم تم في متحف بيروت يوم الخميس 20/1/2022، بحضور وزير الثقافة اللبناني والسفير السوري في لبنان و"مسؤولين" من مديرية الآثار بدمشق.
القطع كانت معروضة في متحف لبناني خاص منذ عام 2018
وكانت المجموعة الأثرية المذكورة قد هُرِّبت من تدمر قبل عام 2010، دون معرفة مكان التهريب سواء كان موقعاً أثرياً أم مستودعاً أم متحفاً، والمجموعة –حسب مدير الاثار والمتاحف- هي خمس قطع أثرية عبارة عن تماثيل مصنوعة من الحجر الجيري وأحجار جنائزية منقوشة، تعود إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين، اشتراها "جواد عدرا" قبل عام 2010 من دُور مزادات أوروبية، وأميركية، وبعد عرضها في متحف "نابو" الخاص بمنطقة الهري شمال لبنان، منذ عام 2018، بادرت إدارة المتحف –وعلى رأسها "جواد عدرا"- إلى التواصل مع مديرية الآثار والمتاحف التي أوفدت ممثلين عنها لزيارة المتحف ومعاينة القطع مرات عدة وجرى التثبت بأنها تعود إلى مدينة تدمر!
هدية من متحف "نابو" الخاص إلى متحف دمشق!
يعتبر رجل الأعمال اللبناني "جواد عدرا" نفسه "فاعل خير"، يُسهم في إعادة القطع الأثرية إلى منطقة "الشرق الأوسط" والحفاظ عليها عبر عرضها، مؤكّداً أنّه "لا يُدخل قطعة آثار إلى لبنان من دون إعلام وزارة الثقافة، المديرية العامة للآثار، والجمارك"...!...
وكان "عدرا" قد احتفل بمناسبة إعادة القطع الأثرية إلى سورية بطريقته على موقع "تويتر"، فوصف موقع "هديل" الالكتروني المناسبة بأنها "هدية من خمس قطع أثرية من متحف "نابو" في لبنان قدمها المتحف إلى متحف دمشق"...!...وأن "عدرا اليوم افتتح حواراً أبعد واعمق من سياسي بين سورية ولبنان، انه حوار له صدى في التاريخ ويؤشر بحواس المعرفة الستة بل السبعة إلى مستقبل منشود" https://alhadeel.net/article/207748# ..
بدورها بعثت السلطات السورية برسالة شكر وتقدير إلى متحف "نابو"، ثم جرى التفاهم على برنامج تعاون بين الجانبين، بما يشمل المعارض في سورية ولبنان ونشر كتب خاصة بالآثار!
قطع مشابهة في مكتب "نهاد المشنوق" وزير الداخلية اللبناني السابق
وبعد معاينتنا للقطع المعادة إل سورية، تبين أنها تنتمي إلى –أو مشابهة- لقطع ظهرت في مكتب "نهاد المشنوق"، النائب اللبناني عن تيار المستقبل، ووزير الداخلية حتى عام2019، وذلك من خلال استضافة للنائب مع تلفزيون الجديد بتاريخ 11/10/2021(https://www.youtube.com/watch?v=tfVjqNyqdOA)، ضمن برنامج (وهلأ شو)... وكان المكتب الإعلامي للمشنوق قد رد على بعض وسائل الاعلام التي علقت على موضوع القطع الأثرية السورية الظاهرة في مكتبه، فأشار إلى أن "القطع موجودة في مكتب النائب المشنوق، وليست في منزله، وهي موجودة لديه منذ أكثر من عشر سنوات ومسجلة في قيود وزارة الثقافة بحسب القوانين المرعية الإجراء، ومنها التي تمنع إخراجها من لبنان منعاً للمتاجرة بها"!
وكما نلاحظ، فما ظهر على شاشة "الجديد" يحيل إلى قضية الاتجار بالآثار السورية في لبنان بمعرفة وزارة الثقافة اللبنانية، باعتبار أن القطع –سواء كانت بحوزة "المشنوق" أو "عدرا"- مسجلة لديها (منذ أكثر من عشر سنوات) حسب المكتب الاعلامي للمشنوق...وبالطبع فالموضوع برمتّه مخالف لقانون الآثار في البلدين –أي سورية ولبنان- ومخالف أيضاً لقانون العلاقات الأخوية بين سورية ولبنان، فهل هناك رابط بين ما كشفه تلفزيون "الجديد"، من قطع سورية معروضة في مكتب المشنوق، وبين إعادة القطع السورية المعروضة في متحف "جواد عدرا" أي "نابو"؟
"جواد عدرا" وزوجته مطلوبان للانتربول الدولي بسبب تجارة الاثار
نشر موقع libnanews بتاريخ 12/12/2021 ان "وزيرة الدفاع اللبنانية السابقة "زينة عكر" وزوجها "جواد عدرا" –مدير متحف "نابو"- سيكونان موضوع بطاقة حمراء قدمها الإنتربول من قبل السلطات العراقية لإخفاء تحف أثرية سيتم عرض بعضها في متحف "نابو" الذي افتتح في عام 2018 في مدينة هري شمال لبنان."
وأشار الموقع المذكور https://libnanews.com/ar/ أنه "بمجرد افتتاحه، أثار متحف "نابو" الجدل بشأن الاستحواذ الاحتيالي على بعض روائعه من نهب المواقع والمتاحف في العراق وسوريا خلال الحرب الأهلية، وبحسب ما ورد تدعو الحكومة العراقية إلى إعادة هذه القطع الأثرية.
وتحت عنوان "الانتربول" يُلاحق جواد وزينة عدرا: أعيدا آثار العراق! نشر موقعvdlnews بتاريخ 21/12/2021 أن "جواد وزينة عدرا"، ملاحقان من قبل العراق بتهمة اقتناء آثار بطريقة غير شرعية. التدخلات السياسية مع الحكومة العراقية لحلّ قضيتهما، لم تُثمر، فتُصر وزارة الثقافة العراقية على أنه لا تسوية ولا كلام تحت مستوى إعادة الآثار المنهوبة.
ويضيف الموقع: "هذا الثنائي –أي جواد وزينة- برز في مجال الأبحاث والدراسات عبر شركتهما "الدولية للمعلومات". وهما ناشطان في المجال السياسي، فطُرح اسم جواد عدرا كأحد المرشحين إلى رئاسة الحكومة والوزارة مرّات عدة، أما زوجته زينة عكر فقد عُيّنت نائبة لرئيس الحكومة، وزيرة للدفاع، ووزيرة للخارجية والمغتربين في حكومة "حسّان دياب"، نشاطاتهما عديدة، وعلاقاتهما متشعّبة، غير أنّ "الميدان" الأساسي لعمل آل عدرا هو مجال الآثار، التي يجمعانها منذ سنوات طويلة، قبل أن يفتتحا سنة 2018 متحف "نابو" في منطقة الهري شمال لبنان. حرص الاثنان على إيلاء الكثير من الاهتمام بتنظيم الاحتفالات والمعارض، برعاية سياسية ودبلوماسية، لا سيما من السفارتين الاميركية والبريطانية لدى لبنان...أما إنشاء المتحف فلم يكن مُجرّد "حدث ثقافي"، بل ترافق مع جدلٍ كبير يتعلّق باتهام أصحابه بعرض قطع أثرية عراقية وسورية مقتناة بطرق غير شرعية"...https://www.vdlnews.com/news/158201
جل الآثار السورية غير موثق والمبادرات "الكريمة" لا تكفي لاستعادتها
لن نتوسع أكثر في موضوع عدم شرعية متحف "نابو" ومكتب "المشنوق" لحيازة آثار سورية وعرضها، كما لن نبحر في موقع "تويتر" وغيره بحثاً عن معلومات تخص "جواد عدرا" وموضوع تجارة الآثار، وأية مجموعات يتعامل "عدرا" معها في العالم، فهذا موضوع آخر لن تتسع له سطور هذه المقالة الآن...
ونحن كمهتمين لا يعنينا موضوع "الهدية السياسية" كثيراً، كما لا يجب أن يعني السلطة الأثرية، فالموضوع علمي إداري قانوني، ولعل هذه الجوانب الثلاثة غائبة عن أداء المديرية العامة للآثار والمتاحف كما لاحظنا، فهي عاينت القطع الأثرية أكثر من مرة في متحف "نابو" للتأكد من سوريتها، وهذا دليل إضافي يضاف إلى عشرات الأدلة على عدم وجود توثيق علمي حقيقي للآثار السورية .
ومن ناحية أخرى "قانونية"، كيف يمكن اعتبار مجموعة من الآثار السورية المسروقة، المسجلة في قيود وزارة الثقافة اللبنانية قبل عام 2010، والمعروضة في متحف خاص منذ عام 2018، هدية؟ ونحن نعلم أن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين سورية ولبنان قائمة منذ عام 2009، بل إن مكتب "المجلس الأعلى السوري اللبناني" لم يغلق مكتبه في دمشق منذ عام 1993...