خاص جهينة نيوز – كفاح نصر
ما أن حدثت مجزرة السويداء المروعه حتى ثارت نقمة الأهالي على المهربين و ما يسمى بأثرياء الحرب الذين كانوا يقدمون الإمدادات للإرهابيين غرب السويداء و شرقها و صنعوا ثروات من تهريب الطاقة و الاغذية و نقل الارهابيين و لكن ساعات قليلة و بدأت حملة منظمة تتهم الدولة السورية بما أرتكبه داعش شرق السويداء عبر طرح أسئلة بدون أجوبة تحاول إقناع المواطنيين بأن الدولة (التي كانت محافظة السويداء كصخرة البازلت في صمودها) تريد الإنتقام من المحافظة التي قدمت آلاف الشهداء في الحرب على الارهاب و تريد الإنتقام من السويداء لأن المحافظة الوحيدة لم يتمكن الإرهاب من دخولها بفضل بسالة أهاليها و تريد الإنتقام من الأهالي لانهم خلال عمليات الجيش غرب السويداء كانوا ينقلون الطعام الجاهز و المشروبات للقوات السورية و يقفون الى جانب الجيش و يساعدون بالحراسة و نقل القذائف و الصواريخ و يقدمون الإمداد لدرجة أن سيارات إطعام الجيش لم توزع في السويداء و لو كيلو بطاطا بسبب كرم الأهالي منقطع النظير.
من المؤكد أن حرب الإشاعات ليست غريبة على المحور الأمريكي حيث أن العدوان الامريكي السعودي السوداني الاماراتي على اليمن قصف مشفى في الحديدة حيث يعالج جرحى الحوثيين ثم أصدروا بيان يتهمون فيه الحوثيين بقصف المشفى فكذب المحور الامريكي الصهيوني إعتدنا عليه و لكن ما يحدث في السويداء آمر أكثر خطورة فالقضية ليست مجرد أن الأمريكي يهاجم في الإعلام ليتهرب من مسؤوليته عن المجزرة التي إرتكبها إرهابيون خرجوا من ما يسميه الاحتلال الامريكي حرم قاعدة التنف ليهاجموا أهالي السويداء على غرار مجزرة عدرا العمالية و ريف اللاذقية الشمالي و مجزرة ريف السلمية و مجزرة اشتبرق و غيرها من المجازر التي تم إرتكابها بالتزامن مع إنجازات للقوات السورية و لكن في السويداء بدأت إشاعات واسعه هدفها إشعال الفتنة داخل المحافظة, و المفارقة أن المهربين و المتعاملين مع الارهابيين يقومون بحملة تحريض ضد النازحين و ضد البدو بهدف إشعال السويداء من الداخل و خلق فتنة ليتمكن الأمريكي من القول أن الجنوب لم يحرر.
ما يثير الريبة هو كذلك دخول رعد ابن الحسين مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان على خط نشر الإشاعات و الاكاذيب رغم ان غالبية قيادات داعش يحملون الجنسية الاردنية و أكثر من خمس آلاف ارهبي داعشي يحملون الجنسية الاردنية كما اعترف الامريكي نفسه, و رعد الحسين لم يستنكر قيام الاردن بالقبض على ثلاث فلسطينيين حاولوا تهريب اسلحة خفيفة لا يتجاوز عددها اصابع اليد الى الضفة الغربية في حين فشل في القبض على عشرات آلاف الإرهابيين و العربات العسكرية و السلاح الثقيل الذي دخل الى سورية و من بينهم عربة مدرعه تم نقلها من بريطانيا بعد بيعها عبر الانترنيت, و كذلك رعد ابن الحسين لم يستنكر قيام النظام الاردني بتحويل الاردن الى معبر للارهابيين و للإحتلال الامريكي الى التنف و لم يستنكر عشرات المجازر في سورية فضلاً عن التفجيرات الارهابية.
الحرب الإعلامية التي تشن على السويداء و التي شاركت بها الامم المتحدة إنتقلت الى مواقع التواصل الإجتماعي عبر الحد من وصول منشورات السوريين لاصدقائهم مع ظهور منشورات لاشخاص غير موجودين ضمن قوائم الأصدقاء و بأسماء مألوفة في السويداء و وصلت الى حذف حسابات و صفحات و منهم حساب و صفحة كاتب هذه الأسطر فقط لانه تسائل من المستفيد من مجزرة ريف السويداء الشرقي هل هي الدولة السورية أم أعدائها..؟ و في حال تم الحديث عن صفقة تبادل للمخطوفين من الريف الشرقي من الذي سيقوم بالتبادل و من هم الذين سيتم المبادلة بهم.؟ هل هم دواعش ام أجانب.؟؟
ربما الاحتلال الامريكي يجهز مجموعات إرهابية جديدة في التنف لمهاجمة السويداء مع بدء عملية تحرير إدلب و لكن الجيش كما قام بتطهير المنطقة شرق السويداء قبل بدء العمليات العسكرية في درعا الآن يجهز لتطهيرها للمرة الرابعه خلال الازمة السورية قبل العملية المرتقبة في إدلب, علماً أن تحريرها الكامل لا يتم قبل طرد الاحتلال الامريكي من التنف أو قبل خرق ما يسميه جيش الارهاب الامريكي حرم قاعدة الاحتلال بنصف قطر 55 كلم كما تم خرق الحرم الذي كان بنصف قطر 80 كلم خلال عملية تحرير دير الزور, علماً بأن مئات الشباب في السويداء جاهزن ليس فقط لاقتحام هذا الحرم و بل لقصف موقع الاحتلال الامريكي إنتقاماً لضحايا المجزرة المروعه, ففي السويداء لم يتأثر الأهالي بحرب الإشاعات بل أكثر من ذلك مؤمنين بأن الجبل الذي صمد حين كان محاصر من ثلاث جهات و غالبية الجهة الرابعه بما فيها الحدود مع الاردن الذي جيشه خطف عدد من مواطني السويداء لن يسقط مع تساقط الإرهاب غرب المحافظة, و الأمريكي الذي يراهن على إسقاط الجبل بعدد من المهربين عليه أن يدرك بأن عشرات آلاف المسلحين لم يسقطوه بل سقطوا في محيط داما و سميع و غيرها من القرى و آخرهم الدواعش شرق السويداء, و سيبقى الجبل صخرة البازلت الأقوة صامداً رغم كل ما يحاك له و خصوصاً أن أول قاعدة للإحتلال الامريكي تم تحريرها في سورية كانت شرق السويداء في ريفها.
01:04
04:19
01:10