أخبار سوريا - جهينة نيوز - سورية : في الدونباس .. التصعيد ضد روسيا والإبتزاز الأمريكي لـ أوروبا لكن ماذا عن سورية

في الدونباس .. التصعيد ضد روسيا والإبتزاز الأمريكي لـ أوروبا لكن ماذا عن سورية

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

1-لا يخفى على أحد أن الأوضاع في الدونباس عادية نوعاً ما لزمن طويل على الأقل بسبب اتفاقيات مينسك ولكن توترت الأوضاع إعلاميا وبشكل خاص في وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية منذ الإنتهاء من مد خط غاز السيل الشمالي – 2 حتى الآن (السيل الشمالي – 2 خط لتوريد الغاز الروسي الى أوروبا عبر البحر خارج الأراضي الأوكرانية) علماً أن روسيا لا حاجة لها للتدخل العسكري في هذا البلد.

2-وكذلك لا يخفى على أحد أن روسيا استمرت بتوريد الغاز الى الاتحاد الأوروبي وبأكثر من المطلوب ولكن مع ذلك ظهرت أزمة غاز في الإتحاد الأوروبي بشكل غير متوقع وإرتفعت أسعار الغاز ومعها السلع والسبب الرئيسي للأزمة هو الضخ العكسي للغاز, حيث تمنع واشنطن أوكرانيا من شراء الغاز الروسي مباشرة ثم يقومون بضخ ذات الغاز الروسي المصدر الى أوروبا الى أوكرانيا عكسياً (من ألمانيا بشكل عكسي الى أوكرانيا) على حساب المواطن الأوروبي والأوكراني على حد سواء.

3-وليس بعيداً عن سورية بدأ رجل الناتو في المنطقة رجب طيب أردوغان بالحديث عن تزويد أوروبا بالغاز الفلسطيني المسروق ودعا رئيس كيان الإحتلال الإسرائيلي لزيارة تركيا وأوفد مستشاره على رأس وفد رفيع الى تل أبيب على أنغام غزل أردوغاني غير مسبوق ومعلن بكيان العدو الإسرائيلي وكأنه يعتقد بأن خط نابوكو (وقع عقده عام 2002 وخصص لنقل غاز عبر تركيا الى أوروبا كبديل للغاز الروسي ولكن فشل بالتحول لمشروع على الأرض) الذي مضى على توقيع عقده 20 عاماً قادر على الحياة, و للمفارقة تزامن كل ذلك مع تصعيد على الأراضي السورية من قبل الإحتلال الأمريكي بشكل مباشر في الحسكة وتزايد الإعتداءات الإسرائيلية والتركية والتفجيرات الإرهابية فضلاً عن عصابات زعزعة الأمن.

4-هجوم إرهابي يستهدف كازاخستان بتوطؤ تركي في إستفزاز أمريكي واضح لروسيا.

5-حملة أمريكية علنية لتوريد الغاز الى أوروبا بما فيه على حساب حلفائها في آسيا (كوريا واليابان) ومنح أمير قطر لقب الحليف الأقرب للناتو وحديث عن إعادة توريد الغاز القطري الى أوروبا على حساب الأسواق الصينية.

من كل ما سبق يمكن الجزم بأن كل ما يحدث والذي سببه الحقيقي الإنتهاء من تنفيذ خط غاز السيل الشمالي-2 وما يحدث ليس سوى ابتزاز أمريكي لأوروبا (التي يقاتل الأمريكي بها) للحصول على ما يمكن وصفه بـ (الخوة) للموافقة على تشغيل خط الغاز الروسي الأوروبي فالأمريكي ليس غبي لدرجة أن يعتقد بأنه قادر على تنفيذ ما فشل به خلال 20 عاماً من الحروب بتكلفة زادت عن 5000 مليار دولار خلال عدة أشهر (من تشغيل خط غاز نابوكو وتأمين بديل للغاز الروسي في دول الإتحاد الأوروبي) فالشعارات التي يرفعها المسؤولين الأمريكيين قاتلوا لأجلها 20 عاماً سدى ويدركون بأنها شعارات وهمية ولكنهم مستفيدون من هذه الشعارات كضغط إعلامي للإبتزاز, وفي المقابل روسيا لم تقف مكتوفة الأيدي فزيارة شويغو إلى سورية لم تحمل معها وفد دبلوماسي بل سرب من الطائرات القادرة على إغلاق كامل البحر الأبيض المتوسط وصولاً للبحر الأحمر فضلاً عن مناورات واسعة في روسيا وبيلاروس وفي البحار ولكن لماذا؟

من المؤكد أن رسالة بوتين وإن كانت موجهة للأمريكي ولكن تحمل دلالات هامة للأوروبيين (الألماني الذي رفض إرسال أسلحة الى أوكرانيا) والفرنسي وهو الوحيد الذي يغرد خارج السرب الأمريكي حالياً (لأن كل ما تقوم به الولايات المتحدة يستهدف فرنسا بشكل خاص أكثر من غيرها) وأما عن مضمون رسالة بوتين فهو كالتالي, بالنسبة لروسيا لا فرق لديها من أين سيصل الغاز الى أوروبا لأن أوكرانيا ليست للناتو ولن تكون للناتو ولا حاجة حتى لتدخل الجيش الروسي فيكفي الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وتزويدهم بالقليل من السلاح المتطور حتى تحسم المعركة كما حدث عام 2009 في جورجيا, والرسالة الثانية هي تذكير لأوروبا بالحرب البادرة لأن أوروبا حالياً تعيش في نعيم الأمن بعيداً عن الكابوس النووي الذي تحاول واشنطن جر أوروبا إليه مع إستمرار الولايات المتحدة بحشد قواتها على الحدود الروسية.

ولكن ماذا عن سورية؟

من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تحقق ما عجزت عنه طوال الحرب على سورية خلال الأسابيع القادمة فهذا محال ومن المستبعد أن تتوتر الأوضاع ولكن من المرجح جداً أن تستفيد سورية من نتائج ما سيحدث لأن الناتو عاجلاً أم أجلاً سيرضخ للضمانات الأمنية وحتماً سيكون عليه الخروج من سورية.

أخبار ذات صلة