جهينة نيوز-خاص
ليس بعيداً عن ظاهرة المتنبّي اللبناني المسمى" الحكيم نشأت مجد النور"، الموصوف من قبل المتنبئة الفلكية اللبنانية كارمن شماس بأنه "مرسل من السماء لمساعدة البشر والأرض، انطلاقاَ من أرض لبنان الحبيب"...
ها هو "المتنبي" السوري الجديد اليوتيوبر المغترب "يوسف قباني"، منقذ الشعب برُزم النقود، يظهر في دمشق، ولكن انطلاقاً من ساحة المرجة...
بهيئة المستعربين ولباس الأولياء الصالحين، حيث العباءة السكرية الفخمة والعمامة البيضاء، يتجول في دمشق بكامل الثقة مع فريق تصويره، وبيديه رُزم نقود، وحوله مرافقان، الأول "فايز" والثاني "أبو حيدر"...وقدّامه وخلفه ما شئتم من "فقراء دمشق" ومساكينها ودراويشها، نسائها ورجالها، شيبها وشبابها، يلتمسون عباءته لمنحهم صدقة مالية ويشكون إليه أوضاعهم المزرية، وقد كاد أحد المارّة يقبّل حذاءه بعد حصوله على النقود...
وكل ذلك مع تمتمات دينية يتفوّه بها المحسن الكبير "قباني"، عن محاسن الصدقة الجارية معه ومع الناس خلفه، وأنه لن يبقى فقير مهما كان المبلغ..ألف..ألفان من الليرات، حيث "لا ينقص مال مع صدقة"...
ولم ينسَ "قباني" بث لقطات له وهو يصلّي في الجامع مع مرافقيه، ليكسب من مشاهديه المزيد من الثقة، ويعطيهم الأمان، ويسبغ مهمته بطابع يرغب به الجمهور...
وها قد حقق "قباني" مراده في دمشق، وحوّل أهم ساحاتها إلى مهرجان نقود أسعدت كل من حظي بها، ولكن لم نعرف لماذا لم يحظَ به بعد رجال الأمن أو الشرطة أو المحافظة أو الاعلام أو نقابة الفنانين... فكل أولئك معنيون بالاستفسار عن الظواهر والتجمعات البشرية المصورة والمتلفزة، وغير المصورة والمتلفزة...فكيف ونحن أمام ظاهرة يوزَّع فيها المال جماعياً بهذه الطريقة المستفزة لكل ذي كرامة وحرص على سمعة البلاد...؟!
لن نسأل "قباني" وفريقه عن حيازته لرخصة تصوير هكذا مهزلة بحق دمشق، أو لا، لكننا نتوجه إلى كل السلطات المتواجدة في مواقع تصوير يوتيوبات "قباني" في دمشق بالقول: إذا فاتكم التصوير في الشوارع فهل فاتتكم الضجة الناجمة عنه في وسائل التواصل؟ وهل في فضيحة "قباني" ما يعزّز هيبة الدولة، أم أنكم ما زلتم تنتظرون من مجلس الشعب تعريفها الجديد؟!
هزُلت.